وكالة أرصفة للأنباء_ خاص
قال تقرير حديث لرايتس رادر تنفرد "وكالة أرصفة للأنباء"، بنشره على حلقات، شهدت العديد من المدن اليمنية احتجاجات واسعة مناهضة للحوثيين منذ كانون ثاني/يناير 2015، تطالب بخروجهم من المدن ومن مؤسسات الدولة، غير أنها قوبلت بقمع مفرط وممنهج، من قبل مسلحي جماعة الحوثي وصالح، مستخدمين الذخيرة الحية والقنابل المسيّلة للدموع، كما اختطفت متظاهرين وأساءت معاملتهم، ووصلت بعض حالات التعذيب للمختطفين حد الوفاة.
وأضافت ففي مدينة تعز، شنت قوات الأمن الخاصة_ الأمن المركزي سابقا الموالية للرئيس السابق علي صالح وأصبحت تحت قيادة الحوثيين، هجوما بالذخيرة الحية على محتجين سلميين، بدءا من يوم 22 آذار/مارس 2015، واستمرت عمليات القمع للمتظاهرين عدة ايام متتالية ما أسفر عن قتل ما لا يقل عن ثمانية محتجين وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين، وأسعف ما يربو على 279 شخصا من المتظاهرين جراء حالات الاختناق التي تعرضوا لها من الغاز المسيلة ّللدموع الذي استخدم لتفريقهم.
وحسب رادر اعتبرت منظمة العفو الدولية حينها بأن استهداف المتظاهرين السلميين على هذا النحو، يكشف ازدراء للحياة الإنسانية.
وأكدت رادر بأنه في مدينة إب، وسط اليمن، قام مسلحوا جماعة الحوثي، بمشاركة عناصر يرتدون زي قوات الأمن الخاصة الأمن المركزي سابقاً_الموالين لها، بالاعتداء على المتظاهرين السلميين بإطلاق الرصاص الحي ضدهم أكثر من مرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
على سبيل المثال قتل مسلحون حوثيون الشاب نصر الشجاع، 23 سنة، بتأريخ 20 شباط/فبراير 2015، عندما أطلقوا الرصاص الحي على احتجاج سلمي شهدته المدينة، وطبقا لعائلته اخترقت الرصاصة كتفه الأيسر وأتلفت القلب ثم خرجت من كتفه الأيمن وتسببت في وفاته.
وأصيب محتجان آخران بجروح بليغة ناجمة عن عيارات نارية في اليوم نفسه.
وفي تأريخ 4شباط/فبراير 2015، أدى قمع المتظاهرين إلى إصابة ثلاثة أشخاص، أحدهم كانت حالته خطرة.
وفي تأريخ 16 شباط/فبراير2015، أطلقت مليشيات الحوثي الرصاص الحي على محتجين في مدينة إب، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، وقد تحدثت مصادر صحافية أيضاً عن مقتل طفل وامرأة من المارة بالشارع برصاص الحوثيين أثناء قمع المتظاهرين.
وفي مدينة البيضاء، قتل المسلحون الحوثيون 3 متظاهرين وأصابوا 15 آخرين بتأريخ 12 آذار/مارس 2015، في هجوم بالرصاص الحي نفذه الحوثيون على محتجين خرجوا في مدينة البيضاء جنوب شرقي اليمن رفضا لما أسموه بـالانقلاب الحوثي على الدولة.
وقالت رادر استمرت عمليات المسلحين الحوثيين في قمع أي تظاهرات أو تجمعات سلمية بعنف مفرط في المناطق التي سيطروا عليها بقوة السلاح، ولا زالت عمليات القمع تطال المتظاهرين ومنها القمع المستمر لمظاهرات أمهات المعتقلين الأسبوعية في العاصمة صنعاء.
وأضافت بأنه في تأريخ 12 تشرين ثاني/نوفمبر 2016، قمعت مليشيا الحوثي وصالح المئات من العسكريين ومنتسبي الأمن، الذين تجمعوا في ميدان التحرير وسط
العاصمة صنعاء التي تقع تحت سيطرتهم، لمطالبة سلطات الانقلابيين الحوثيين/صالح بصرف رواتبهم كاملة، بعدما قامت هذه السلطات بخصم نصف مرتباتهم لدعم وتمويل جبهاتهم القتالية.
وحسب التقرير قال مشاركون في تلك المظاهرة إن مليشيا الحوثي قمعت المظاهرة، وقامت بالإعتداء على المشاركين فيها بالهراوات وأعقاب البنادق واستخدمت الرصاص الحي، ما أدى إلى سقوط جرحى.
وأكد مشاركون أن مليشيا الحوثي قامت بعملية خطف عدد من المحتجين ونقلهم إلى جهة غير معروفة.
وفي نفس اليوم ولكن أمام القصر الجمهوري بصنعاء فرقت مليشيا الحوثي تجمعا لمنتسبي القضاء الذين كانوا يطالبون بالإفراج عن قاض خطفته المليشيا الحوثية في وقت سابق.
وذكرت رادر بأنه ساهمت عمليات القمع التي مارستها ميليشيا الحوثي وصالح ضد المحتجين السلميين في تأجيج عوامل العنف المسلح في البلد، وأغلقت أمام اليمنيين أي فرصة لاستخدام أدوات للنضال السلمي في مواجهة العنف الحوثي المسلح، وبالذات مع سيطرة الحوثيين على أغلب مقومات الدولة العسكرية والمدنية.
الاغتيالات السياسية
وفي مجال الاغتيالات السياسية قالت رادر إنه في ظل هذه الظروف ازدهرت جرائم الاغتيالات السياسية في الفترة التي أعقبت انقلاب الحوثيين وحلفائهم على سلطة الرئيس هادي المعترف بها دوليا، طالت قيادات سياسية تنتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأخرى طالت شخصيات محسوبة على التيار المعتدل في جماعة الحوثي.
ففي 21 كانون ثاني/يناير 2014 اغتال مسلحون مجهولون الأستاذ الجامعي أحمد شرف الدين، عبر إطلاق الرصاص الحي عليه وهو يستقل سيارته في الشارع العام عقب خروجه من منزله بصنعاء، وهو قيادي بارز في حزب الحق وممثل عن حركة أنصار الله جماعة الحوثي في مؤتمر
الحوار الوطني في اليمن.
وفي تأريخ 2 تشرين ثاني/نوفمبر 2014 اغتال مسلحان مجهولان الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية المقرب من الحوثيين محمد عبدالملك المتوكل بإطلاق الرصاص الحي عليه من قبل مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية في العاصمة صنعاء، وسجلت القضية ضد مجهول وطالب أفراد من عائلة المتوكل بعدم توظيف عملية القتل في المكايدات السياسية.
وقبل ذلك بعام اغتال مسلحان مجهولان بذات الطريقة عضو مجلس النواب الموالي للحوثيين عبدالكريم جدبان، في 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2013.
وفي 18 تشرين ثاني/نوفمبر 2014، اغتيل الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز صادق منصور الحيدري، في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته، في منطقة المسبح بتعز.
وفي تأريخ 30 آذار/مارس 2015، اغتال مسلحوا الحوثي القيادي في حزب الإصلاح بالحديدة جمال عياني، بعد انتهاء تظاهرة مناهضة لهم شهدتها المدينة، وقمعتها قوات الحوثي وصالح بالرصاص الحي.
وفي تأريخ 21 أيار/مايو 2015، اغتال مسلحون حوثيون الناشط في حزب الإصلاح عبده المدومي بصنعاء.
ووفقا لشهود عيان أكدوا أن مسلحين حوثيين اغتالوا المدومي في حي ُّ السنينة بعد أن كان قد تلقى تهديدات مسبقة منهم.
وفي تأريخ 23 نيسان/أبريل 2016، اغتال مسلحان، يعتقد انهما حوثيان كانا يستقلان دراجة نارية، رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة ذمار حسن اليعري، حيث أطلقا النار عليه أمام منزله أثناء
عودته من صلاة الظهر، حيث فارق الحياة على الفور، وكان اليعري تعرض في وقت سابق للاختطاف من قبل مسلحين حوثيين في محافظة ذمار التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.
ولم تعلن أي جهة أمنية أو مسؤول في سلطة الأمر الواقع الانقلابية في صنعاء عن فتح تحقيق في جرائم الاغتيلات والقتل خارج نطاق القانون التي طالت المتظاهرين السلميين او المدنيين أو قيادات سياسية معارضة للحوثيين على أيدي المسلحين الحوثيين.
وأضافت في ظل غياب شبه كامل لنظام العدالة في اليمن، وانعدام إجراء تحقيقات شفافة وعادلة، اطلق مسؤولون أمنيون موالون للحوثي وصالح اتهامات سياسية بشأن حوادث الاغتيلات والهجمات العشوائية التي شهدتها البلد منذ أيلول/سبتمبر 2014، وتم استخدام تلك الاتهامات في سياق التوظيف السياسي لهذه العمليات بهدف التخلص من الخصوم السياسيين مع تمييع القضايا جنائيا.
يتبع>>>>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق