اخر الاخبار

"بحثٌ عن تعز البهية"


فخر العزب
______




سندخلُ نحو بهاءِ المدينةِ
نبحرُ فيها
سنبحثُ عن دهشةِ الانبلاجِ
بأفيائها
قبلَ وقتِ الأفولْ
ونبحثُ عن نشوةِ الفجرِ
بين شعاعِ الشموسِ
إذا ما أتت باخضرارِ الحياةِ
بكلِّ الفصولْ
ونبحثُ بين مواويلِ راعيةٍ في الجبالِ
عن الوجدِ شوقاً
وعن زغرداتِ العصافيرِ
فوق الغصونِ الخميلةِ
بين الحقولْ
ونبحثُ بين أريجِ المشاقرِ
فوق رؤوسِ النساءِ الحسانِ
عن الأمنياتِ
ونبحثُ بين الخدودِ البهيةِ
عن قطراتِ الجمالِ الإلهي
عند الهطولْ
وفي المكتباتِ العتيقةِ
في الحرفِ
نبحثُ عن فكرةِ الحالمينَ
ونبحثُ في لونِ "هاشم علي"
عن طقوسِ البلادِ
وفي لحنِ "أيوبِ"
نبحثُ عن قافياتِ "الفضولْ"
ونبحثُ في أمهاتِ اللغاتِ
عن الكلماتِ البليغةِ
كي نصفَ السحرَ
سحرَ المدينةِ
لكنها ألسنُ العاشقينَ
تتوهُ
وتعجزُ ماذا تقولْ
أقولُ وقد طفحَ القلبُ وجداً
وعاشَ بأفياءِ فكري يجولْ
أنا من تذوقتُ جبناً طرياً
بــ "وادي الضبابِ"
وطفتُ على الزرعِ
أبحرُ
بين جهيشِ السبولْ
وغنيتُ
حين اغتسلتُ كثيراً
بنهرِ المحباتِ
أغسلتُ روحي بماءِ الغيولْ
وعند الظهيرةِ
جئتُ المدينةَ من "بابِ موسى"
تغديتُ في مطعمٍ باذخٍ
بعديدِ الهوياتِ
ثم تلذذتُ حين التهمتُ صحونَ "الطرمبا"
وهذه حلوى البلادِ التي تُسكرُ الروحَ
تنظرها باندهاشٍ عجيبٍ
وتأكلها راغباً في ذهولْ
وعرّجتُ والشمسُ تحرسُ ظلي
إلى "سوقِ ديلوكس"
جئته من بابِه هائماً
ببائعةِ القاتِ
بادلتها من شجي الكلامِ
فأهدتني قاتاً
كأنه طعمُ النبيذِ الذي "كم يزيلُ العقولْ"
وعدتُ إلى قِدمٍ في التواريخِ
أعبرُ بين عظيمِ الحضاراتِ
ألقي السلامَ على ملكٍ قيل عنه "المظفرُ"
في "الأشرفيةِ"
أقرأ عن دولةِ "ابن الرسولْ"
وأقرأ من كتبوا بالبطولاتِ أمجادنا
حينما فتحوا الشرقَ والغربَ
بالسيفِ
بالصافناتِ
بسرجِ الخيولْ
وزادَ اندهاشي
لأني تسلقتُ كلَّ الجبالِ
وعرّجتُ بين وهادِ السهولْ
ومن "صبرٍ" باسقٍ بالشموخِ
تدحرجتُ فجراً
إلى "تربةِ" الألقِ المخملي
فأغرقُ بين الجمالِ الندي
وأسبحُ فوق المروجِ/ الحقولْ
وفي رحلتي وأنا السندبادُ
لقيتُ المزارعَ
يهجلُ في قمةِ الانتشاءِ
ويطربُ مما يقولُ البتولْ
وكانت غصونُ التباريحِ ترقصُ
كانت تميدُ
وكانت تميلُ على بابِ قلبي
ومن ذا يقاومُ هذا الميولْ !
أحبُّ المدينةَ
أحضنها كلما جئتها
راغباً أو خجولْ
وأعرفُ أنَّ اشتياقَ المحبِّ
لمحبوبةِ القلبِ دوماً يطولْ..
يطولُ
يطولُ
يطولُ
يطولُ
ولكنه ما اعتراه الذبولْ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016