رشا محمد
=====
ذهبت لزيارة قبور أحبائي الذين تساقطوا في هذا الحرب العبثية
واحدا ًتلو الآخر..
وما أدهشني حقاً ملصق إعلاني
لأحد أنواع السجاير كان ملصق على شاهد قبر ..!
وأخذت أتسائل ترى لماذا ألصق ذلك الإعلان على شاهد القبر
..؟
هل يريد صاحب الإعلان أن يخبرنا أن المرحوم الحاج محمد الذي
توفى عن عمر ناهز التسعين عاماً كان بصحة جيدة ولم يمت بالسكتة القلبية ولا بتصلب الشرايين
بل مات بغيرهما..
دعوني أعترف أن صحاب هذا
الإعلان شخص ذكي جداً فقد أدرك أين يروج لمنتجه وبالتالي
سيزداد من إقبال المدخنين على ذلك النوع من السجاير ..
ووجدتني أضحك.. وماذا عن باقي شواهد القبور الأخرى تري لأي
منتجات ستروج و إي إعلان سيلصق عليها ..؟
وذلك القبر الذي مازال ينزف ولم يجف دمه بعد هل سيكون أفضل
إعلان لماركات الأسلحة المختلفة..!
حيث يلصق هذا الإعلان ينام هنا المرحوم أمجد الذي لم يتجاوز
عمره العشرين ربيعاً حيث أصابته طلقة "كلاشنكوف Akm
" الذي يصل مداه 1000 متر ويكون قاتل على مسافة 450 متر .. يصيب هدفه بدقة عالية
حيث تستقر رصاصته بالقلب مباشرة ..
وعلى شاهد القبر الآخر يلصق هذا الإعلان المرحومة مرام مراد
أخترقت رأسها رصاصه لكلاشنكوف من نوع " فان فال
" حيث يتميز بكونه خفيف وذاتي التعشيق حيث تتجاوز عدد طلقات الرمي فيه بين
700_ 650 طلقة في الدقيقة ..
اما الشاهد الآخر فيلصق عليه
هذا الإعلان هنا يرقد الطفلان
معتز الذي لم يتجاوز عمره التسع سنوات وأخوه محمد ست سنوات
حيث أصابتهما شظايا قذيفة
من نوع " M77 " ذات شظايا
عالية التفجير لها قدرة عالية على إختراق الجسد البشري الهش وإسقاطه صريعاً على الفور،
وماذا عن القبر الكبير " الوطن " الذي حولوه لمختبر لتجريب مدى قوة أسلحتهم
عن طريق إستعراض
الدمار في أجسادنا.. فصورة واحدة لهذا الوطن الحزين
قبل الحرب وبعده..
هي أفضل إعلان لتجار الأسلحة،
حيث يذيل هذا الإعلان بعبارة
زورونا تجدوا مايسركم من لوازم الحروب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق