حاورها:
محمد كريزم
============
تتطلع
دوما لمجتمع يسوده العدل والمساواة، ورد الحقوق لاصحابها ، تكرس جل جهدها لكشف الحقيقة
أمام جهات الاختصاص ، تتفحص مواد القانون مادة مادة ، وتغوص في أعماقها بندا بندا.
وكما
أنها تجيد الإنصات ، فإنها عندما تتحدث يكون حديثها مفعما بالجرأة والشجاعة، وقوة الحق
المقترن بالأدلة والبراهين، مشفوعا بالشهادات الدامغة.
هي المحامية
الكويتية المشهورة نور بن حيدر رئيس لجنة المرأة في جمعية المحامين الكويتيين التي
قالت أن لها تطلعات وطموحات كبيرة وبرامج عمل متميزة ستشكف عنها في حال عرضت عليها
حقيبة العدل في أي حكومة كويتية جديدة.
"
وكالة أخبار المرأة " إلتقت المحامية نور بن
حيدر وأجرت معها الحوار التالي:
* حدثينا
عن شخصيتك ودوافعك للالتحاق بالسلك القضائي والقانوني؟
- بداية
وبعد تخرجي من المرحلة الثنوية تم قبولي بكلية الحقوق جامعة الكويت وبعدها ترسخ بي
حب القانون ومعرفة حقوق الناس وبالنسبة لشخصيتي ف انا انسانة حيادية احب الانصات وايجاد
الحلول والمطالبة بها امتلك الشجاعة والثقة بالنفس وبعد التخرج اخترت مهنة المحاماة
لانها الاقرب لشخصيتي ووجدت نفسي بها.
* ماذا
يعني أن تكوني محامية في مجتمع محافظ ؟ وهل هناك قبول كاف لعمل المرأة كمحامية في اوساط
المجتمع الكويتي؟
- صحيح
ان الكويت بلد محافظ ولكن شعبه متفتح ومهتم بالعلم ولا يرفض اي عمل مهني يساهم في تقدم
وتطور البلد بل على العكس يتقبله بسرعة والدليل
على كلامي ان عدد المحاميات في الكويت قريب من عدد المحامين الرجال وفي الكويت المرأة
تبوأت أهم واعلى المناصب ف اصبحت وزيرة وعضو في البرلمان وضابط شرطة ووكيلة نيابة وكابتن
طيار والعديد العديد من المناصب المهمة فالحمدلله نحن في مجتمع محافظ ومتحضر يهتم بارتقاء
المرأة ويعطيها أهمية كبيرة .
* ماهي
الدرجات القضائية التي وصلت لها القاضية الكويتية؟
- تم
قبول اول دفعة من الاناث قبل سنتين او اكثر
في السلك النيابي ( وكيلات نيابة ) وهي اول خطوة لهن في طريق القضاء فتخرجوا من معهد
الكويت للدراسات القضائية والقانونية ومارسوا عملهن ك وكيلات نيابة , ونحن نتمنى ان
تكون المرأة الكويتية قاضية خلال الفترة القادمة .
* ما
ردك على من يشكك في قدرات المرأة في العمل القضائي والوصول الى اعلى المراتب القضائية
؟
- المرأة
نجحت في العمل القضائي واثبتت جدارتها بجميع المهن والدليل على كلامي ان هناك الكثير
من القاضيات الناجحات في الدول العربية والخليجية . فهي قادرة على النجاح في اي مهنة
تختارها . في الكويت نجحت في السلك العسكري
والنيابي والهندسي والقانوني وفي مجال الاختراع والطب والبحث العلمي الخ .... كل ذلك
انما يدل على قدرتها على التحدي وتحقيق النجاح واثبات الذات .
* ما
هي التحديات التي تواجهها المحامية الكويتية؟ وهل البيئة القانونية والتشريعية تمكنها
من أداء عملها على خير ما يرام؟
- التحديات
التي تواجه المحامية الكويتية هي نفسها التي يواجهها المحامي الرجل , ونعم البيئة القانونية
والتشريعية تمكنها من اداء عملها على خير مايرام.
* رغم
الحريات الممنوحة للمرأة الكويتية والتي تميزها عن غيرها من النساء الخليجيات الا انها
لم تصل للمشاركة الفاعلة في دوائر صنع القرار على كافة الصعد والمستويات ؟
- ببداية
حديثي تكلمت عن المجتمع الكويتي كونه مجتمع متفتح متحضر ومحافظ وعلى العكس المرأة الكويتية
تقلدت أعلى المناصب وشاركت في دوائر صنع القرار ولكن نحن نطمح لزيادة عدد النساء في
هذه الاصعدة والمستويات لاننا نملك الكثير من الكفاءات التي ستساهم بالتاكيد بالتقدم
للبلد .
* هل
لديك تطلعات أو طموحات بتولي حقيبة العدل في الحكومة ؟ وماذا سيكون على رأس اهتماماتك
كوزيرة ؟
- لدي
الكثير من التطلعات والطموح ولكن لا احب الافصاح عنها وأفضل الحديث عنها عند تحقيقها
. لا احب استباق الأمور .
* حسب
تقييمك لوضع المرأة الكويتية , ما هي المجالات أو الأوضاع التي تعاني منها من التمييز
والتهميش ؟ وما هي المجالات او الاوضاع التي انصفت بها ؟
- على
مستوى القوانين ف هناك تمييز تعاني منه المرأة الكويتية على سبيل المثال قانون الجنسية
وقانون الاسكان ف قانون الجنسية الكويتي لا يمنح
الكويتية المتزوجة من غير كويتي ( اجنبي ) حق تمرير جنسيتها لأبناءها بل نظم
سبل منحهم الجنسية وفق شروط غير منصفة و من خلال مرسوم , وبالنسبة لاقامة ابناءها لا
تملك حق الاقامة الدائمة لهم ف تعيش في تشتت طوال حياتها خوفا من ابعاد احد ابناءها
, وبالنسبة ل قانون الاسكان فقد فرق بين الرجل والمرأة في عدة شروط وهناك قوانين منصفة
للمرأة ولكن للاسف لم تطبق وتنفذ حتى الآن بالشكل الصحيح ومنها الحضانة في مراكز العمل
في القطاع الحكومي والخاص .
* هل
العمل النقابي متاح للمحامية بالتساوي مع الرجل داخل جمعية المحامين الكويتية ؟ ولماذا
تم تخصيص لجنة للمرأة بدلا من الولوج لكافة اللجان والعمل بها كما الرجل المحامي؟
- نعم
هو متاح للجنسين ف تشكيل مجلس ادارة جمعية المحامين يكون عن طريق الانتخابات ويمكن
لاي محامي ومحامية يستوفون الشروط الترشح للانتخابات اما بشمل مفرد او عن طريق الانضمام
لقائمة ,وبالنسة للجان ف جميعها متاحة لكل من يرغب بالانضمام لها سواء كان محامي او
محامية وفي هذه الدورة لدينا 6 رئيسات لجان وهو ما يحدث لاول مرة في جمعية المحامين
الكويتية و هناك عدد كبير من الزميلات في جميع اللجان ولجنة المرأة مكونة من 11 محامية
ومحاميان رجال .
* بين
الحين والاخر نسمع اصوات معادية للمراة تحت قبة البرلمان الكويتي , عن ماذا تنم ؟ وما
تفسيرك لها ؟
- تنم
عن جهل ورجعية صاحبها , لان تقدم الامم يقاس بمدى احترامها للمراة ومكانة المراة في
هذه الامم .
* ما
درجة المساواة التي تتطلعين لتحقيقها في مجتمعك ؟ وماهي القضايا التي تودين تحقيق المساواة
التامة بها مع الرجل ؟
- المرأة
ليست ند للرجل بل هما يكملان بعضهما البعض في الحياة الاجتماعية .
الدستور
الكويتي كفل المساواة وعدم التفريق بسبب الجنس
وساوى بين الحقوق والواجبات لذلك نحن نطمح للمساواة في الحقوق , ما يستحقه الرجل كونه
مواطن كويتي تستحقه المرأة كونها مواطنة كويتية . ويندرج تحت ذلك فرص العمل والمناصب
القيادية وتولي الحقائب الوزارية وتجنيس الابناء وحق السكن والتطبيب والتعليم والقبول
في الجامعات والبعثات الدراسية .
* لماذا
لا ترفع الحركة النسوية الكويتية مطالب استراتيجية لصون حقوق المراة بدلا من المطالبة
بتسهيلات او اضافة خدمات ؟
- هذا
ما نعمل عليه نحن في لجنة المرأة في الفترة القادمة بالتعاون مع عدد من الجمعيات واللجان
والحركات النسائية .
* كلمة
أخيرة عبر وكالة أخبار المرأة ؟
- اتمنى
ان يعي المجتمع العربي اهمية المرأة ودورها في دفع عجلة الامة العربية للامام , وان يحث الاب والزوج والاخ والابن المرأة للتقدم والنجاح وحرية اختيارها لما يناسب
طموحها ومساندتها في ذلك , والشكر موصول لك ولـ " وكالة أخبار المرأة " على هذا اللقاء اللطيف.
المصدر-
الكويت - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق