طالت
موجات النزوح ملايين الأشخاص في العصر الحديث، نتيجة للصراعات التي تمتد في أغلب الأوقات
لتؤثر على المدنيين، وتجبرهم على الرحيل عن منازلهم ومدنهم.. وطبقا
لتقرير صادر من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تمثل نسبة طالبي اللجوء
أو النازحين حوالي واحد في المئة من سكان العالم.
فما
هي أبرز أزمات اللجوء في العصر الحديث؟ وما هي ظروفها حدوثها؟
تسببت
الحرب العالمية الثانية، والتي استمرت لسنوات في معظم أنحاء العالم، في نزوح حوالي
60 مليون شخص من منازلهم، ويتضمن هذا الرقم حوالي 12 مليون ألماني.
وارتفعت
نسبة النازحين بصورة كبيرة، لاشتداد حدة القتال بين قوات الحلفاء (آنذاك الولايات المتحدة
الأميركية، المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل تفككه)، وقوات المحور (اليابان،
ألمانيا وإيطاليا).
أرجعت
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أزمة النزوح التي يعاني منها العالم إلى الصراع
السوري، إذ ترك ملايين الأشخاص منازلهم هربا من العنف على الأرض وقصف الطائرات إلى
دول مجاورة (لبنان، الأردن وتركيا)، بالإضافة إلى بلدان أوروبية.
ويصل
عدد النازحين السوريين (داخليا وخارجيا) حتى الآن إلى 11.6 مليون شخص، في أزمة عالمية
تعد الأكبر من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية.
نشبت
الحرب في شبه الجزيرة الكورية عام 1950 لتستمر ثلاث سنوات بين كوريا الجنوبية والشمالية.
وأدى
النزاع إلى نزوح ملايين الكوريين الجنوبيين من منازلهم هربا من الحرب، وتشير التقديرات
إلى أن عدد النازحين تراوح بين مليون وخمسة ملايين نازح.
مرت
العراق بأزمات سياسية متعددة منذ عام 2003، كان آخرها هو احتلال تنظيم الدولة الإسلامية
"داعش" لمساحات شاسعة من البلاد أبرزها مدينة الموصل.
وأدت
الصراعات المستمرة إلى نزوح ملايين الأشخاص داخليا وخارجيا، ليصل عدد النازحين إلى
4.7 مليونا، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
تعاني
أفغانستان من صراعات داخلية منذ الحرب الأفغانية - السوفيتية عام 1979، مرورا باحتلال
قوات حركة طالبان لأراض أفغانية.
وقد
أثرت هذه الصراعات على حركة الأشخاص بأفغانستان، وتشير التقديرات إلى نزوح حوالي
1.7 مليون شخص من مدنهم وقراهم نتيجة للصراع المستمر، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة
33 في المئة عن العام الماضي.
تعرضت
جماعة التوتسي العرقية في رواندا لمحاولة إبادة جماعية من قِبل منتمين لجماعة الهوتو،
والتي تمثل الأغلبية بالبلاد.
وخلال
فترة لا تتجاوز الـ 100 يوم، قُتل ما يربو على 800 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح مليوني
شخص عن موطنهم الأصلي إلى دول مجاورة هربا من القتل، فيما يعرف باسم "أزمة لاجئي
البحيرات العظيمة".
اندلع
العنف في ولاية راخين بميانمار، التي تعد موطنا لأقليات عدة أبرزها جماعة الروهينغيا،
ما أدى إلى ترك العديد لمنازلهم هربا من الصراع الدائر. وبحلول عام 2015، قدرت المفوضية
السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاع عدد النازحين في ميانمار إلى حوالي
1.4 مليون لاجئ.
المصدر:
موقع قناة "الحرة"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق