أنور خالد
________

أحب أن أنتقد، لا أحب أن أمدح، لكن الرجل فرض احترامه على الجميع، وكسب القلوب والعقول؛ الأُولى بحبها له، والعقول بإحترامه وتقديره، فما كان من محبيه إلا أن يشكروه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
لقد استعادت «الشرعية» عافيتها، وعادت بصرف المستحقات، ولكن لفترة وجيزة، ثم تحيّرت مرّة أخرى، وهاهو الربع الثاني معلّق في علم الغيب، لا مسؤولي صنعاء ولا مسؤولي عدن مكترثين بالطلاب، لأن لديهم ما هو أهم بالنسبة لهم، وهو اقتناء وتوريد الذخائر والأسلحة، بينما يعمل ابن ثابت، كخلية نحل، رغم أنه أبعد الأبعاد عن أطماع السلطة، وليس له أي نفوذ فيها أو أي طموح سياسي. في الحقيقة، حسام ثابت يخدم الدولة كما يخدم الطلاب، فلولا تعامله الكريم مع الطلاب، لوجدناهم يجوبون المسيرات وربما يحتلون السفارات كما حصل في البعض منها.
يعيش الطالب اليمني المبتعث في الخارج هذه الأيام، مثله مثل المقاتل، الفرق أن الطالب يقاتل بالعلم والمعرفة، وعلى معيشته أيضاً، فالحكومة التي ابتعثته خذلته، وهوامير الفساد الذين أكلوا الأخضر واليابس فرّوا بأموالهم، وأغلقوا كل وسائل الإتصال والتواصل مع المجتمع، بما فيهم الطلاب، ليظهر حسام ثابت وحده كالنجم في وسط الظلام.
هذا الرجل الثلاثيني، أكثر ما يسعده هو إسعاد الآخرين، وأكثر ما يفرحه ضحكتهم، لذا يعمل كل ما بوسعه من أجل خلق ابتسامة جديدة، وأكثر ما سيزعجه هي هذه الكلمات، لأنه لا يحب أن يمتدحه أحد، لكن الحقائق تُقال، لقد أسعد الكثير، في الوقت الذي عجز الكثير، ولا بد أن ننصفه.
طائي اليمن، طائي العرب، طائي عصره، هذه بعض ألقابه التي تتردد على الدوام، فإذا كان هذا العنوان؛ فكيف ياترى سيكون الجوهر، إنه بلا شك، يتلألأ كعنوانه، ليعكس على الملأ، نموذجاً من تاريخ العرب، بوصفه الطائي المرتبط بالكرم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق