عبدالباري عطوان
____________
منذ أن بدأت جماعة الحوثي نشاطها كحركة اصولية مسلحة تُحدث باسم الدين عام 2004 وتمرد مؤسسها حسين الحوثي انتهجت الحركة نهج عقائدي طائفي مذهبي، وتم استخدامهما كإحدى الوسائل والأدوات للمساعدة في تنفيذ وتوسيع المشروع العقائدي الطائفي وفق اجندة استخباراتية شيعية.... الحوثي استخدم "السلالية الهاشمية " لكسب ود الهاشميين الذين عرفوا عبر التاريخ بعقيدتهم وسلوكهم التي لا تختلف كثيرا عن عقيدة وسلوك وعادات العامة من مواطنيهم، ولم تظهر عليهم أي نظرة استعلائية على الآخر إطلاقا، إلى أن توسعت حركة جماعة "أنصار الله" استطاعت استقطاب عدد كبير من شباب وأبناء الهاشميين تحت هذا الغطاء.
الجانب المذهبي هو الآخر استخدمته جماعة الحوثي لاستقطاب الكثير ممن ينتمون إلى المذهب " الزيدي" لتمرير مشروعها العقائدي الطائفي.. وهو المذهب " أي الزيدي" الذي عرف عبر التاريخ الاسلامي متوائما ومتوافقا "جوهريا" مع بقية المذاهب وفي مقدمتها المذهب الشافعي الذي لم يتفرق مع الزيدي في أي مسجد إطلاقا.
الآن استطاعت الاستخبارات الايرانية تحقيق نجاحا كبيرا في تنفيذ مشاريعها عبر جماعة الحوثي، مشروعها" العقائدي والطائفي" حتى وصلت إلى كرسي الحكم "بقوة السلاح".. تكشفت كل الاوراق وسقطت الأقنعة بل وتكشفت الكثير من عوراتها.
اليوم يجد الهاشميين أنفسهم في شبه عزلة في نظر المجتمع بل وأصبحوا غير مرغوبين نتيجة مساهمة الكثير منهم في توسع المشروع الحوثي "البعيد عن الهاشمية والزيدية"، بعد أن كانوا في عز اللحمة الاجتماعية وأصحاب حضور قوي، في الجوانب السياسية والتعليمية والعلمية وغيرها.
ولذلك اصبح الهاشميين يعتبرون المشروع الحوثي الايراني هو الخطر الكبير عليهم لأنه مزق النسيج الاجتماعي وجعلهم مكروهين في نظر الشعب مع أن الهاشميين من الحوثيين ومشروعهم العقائدي والطائفي براء، إلا أن إقحامهم في هذا المشروع والتغرير عبر هذه النافذة جعلهم عبائة للحوثيين ومشروعهم العقائدي الايراني.
وكما يحدثني بعض الهاشميين في اليمن إن الحوثيين غرروا على صغار السن من هاشميين في كثير من المدن وكذا أبناء المذهب الزيدي ليدفنوهم في الجبهات أو يجعلونهم عرضة لعمليات ثأر مجتمعية واسعة، بعد أن كان معروف عن الهاشميين بأنهم المتعلمين والأكاديميين والدكاترة والمهندسين، والآن أبنائهم تركوا المدارس وأصبحوا في المتارس والجبهات لتلبية طموح ومشروع الحوثيين، الأمر الذي دفع الهاشميين إلى مراجعة حساباتهم والخروج من تحت هذه العبائة التي افقدتهم الكثير من مزاياهم ومكانتهم، وجعلتهم اليوم في محل خطر مجتمعي كبير نتيجة تصرفات الحوثيين التي أصبحت مرفوضة أمام كل فئات الشعب اليمني، مع محاولاتهم الحثيثة خسارة حزب المؤتمر اخر المكونات اليمنية التي قبلت بالتعايش معهم وينطبق الأمر أيضا على الجانب المذهبي.
فالكثير من شرائح المجتمع اصبحت تنظر للهاشمين كهدف مشروع لهم للانتقام والثأر من جماعة الحوثيين فهل يعي الهاشميين خطر تكرار مذابح الهاشميين في تعز (مذبحة ال الرميمة وال الجنيد واهالي قرية الصراري).
كنا وما زلنا مع حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه ضد العدوان الهمجي الذي لم يستثني اي من مكونات المجتمع ونتمنى ان يستمع القادة إلى صوت العقل بدلا من اقحام اليمن في مزيد من الانشقاقات والتمزق التي لا تخدم سوا دول العدون وانتظرها منذ وقت طويل بعد ان فشلت كل محاولاته العسكرية في تحقيق انتصار يذكر.
نضع ايدينا على قلوبنا وندعوا الله ان يجمع شمل الساسة لخدمة الشعب اليمني الأصيل والذي يستحق الأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق