وكالة أرصفة للأنباء_ تقرير
_____________
في تقريرها الخاص باليمن "أحداث اليمن 2016"، وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش، أحداث العام ووزعت التقرير إلى محاور عدة.... نص التقرير
استمرت حملة القصف الجوي والأرضي التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على قوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2016.
وبدأت الحملة في 26 مارس/آذار 2015 لمساندة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولقت دعما من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
بحسب مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، بلغ عدد القتلى من بداية الحملة إلى 10 أكتوبر/تشرين الأول 4125 مدنيا على الأقل، وعدد الجرحى 7207، أصيب أغلبهم في غارات التحالف الجوية.
تسببت عشرات الغارات العشوائية وغير المتناسبة في مقتل وإصابة آلاف المدنيين، في انتهاك لقوانين الحرب. واستخدم التحالف ذخائر عنقودية محظورة دوليا.
ارتكب الحوثيون والقوات المتحالفة معهم انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب عبر زرع ألغام مضادة للأفراد وسوء معاملة المحتجزين وإطلاق صواريخ عشوائية على مناطق سكنية في اليمن وفي جنوب السعودية، ما تسبب في مقتل مئات المدنيين.
بدأت الأطراف اليمنية المتحاربة في محادثات سلام في الكويت في أبريل/نيسان، بعد وقف الأعمال العدائية، ولكن الغارات الجوية والقتال على الأرض استمرا. انهارت مفاوضات السلام في أغسطس/آب، ولم تنجح الجهود التي بُذلت بعد ذلك لجمع الأطراف على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي استمرت فيه الغارات الجوية والقتال على الأرض.
لم تُجر أي دولة مشاركة في النزاع تحقيقات جدية في انتهاكات قواتها المزعومة.
الغارات الجوية
وثقت "هيومن رايتس ووتش" 61 غارة جوية بدت غير قانونية، نفذها التحالف منذ بداية الحملة، وتسببت في مقتل 900 مدني على الأقل، وأصابت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس وشركات مدنية ومساجد. بعض الهجمات قد ترقى إلى جرائم حرب، ومنها ضربات جوية استهدفت سوقا مكتظة في شمال اليمن في 15 مارس/آذار وقتلت 97 مدنيا، منهم 25 طفلا، وأخرى استهدفت مجلس عزاء مكتظ في صنعاء في أكتوبر/تشرين الأول وقتلت 100 مدني وجرحت مئات الآخرين.
غارات التحالف المتكررة على المصانع والمنشآت المدنية الاقتصادية الأخرى تثير قلقا شديدا من أن التحالف يتعمد الإضرار بقدرة اليمن الإنتاجية المحدودة أصلا. حققت هيومن رايتس ووتش في 18 غارة بدت غير قانونية على 14 موقعا اقتصاديا، بعضها استخدمت أسلحة وفرتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تسببت الضربات في مقتل 130 مدنيا وإصابة 173 آخرين، وأدت إلى توقف الإنتاج في العديد من المصانع، فخسر مئات العمال مصادر رزقهم.
الذخائر العنقودية
وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام التحالف ذخائر عنقودية محظورة دوليا في 16 هجوما على الأقل على مناطق سكنية، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات.
حددت هيومن رايتس ووتش 6 أنواع من الذخائر العنقودية تُلقى جوا وبرا في عديد المواقع في اليمن، بعضها صُنعت في الولايات المتحدة والبرازيل. كما وثقت "منظمة العفو الدولية" استخدام ذخائر عنقودية صنعت في المملكة المتحدة.
في مايو/أيار، علّقت إدارة الرئيس أوباما تزويد السعودية بالذخائر العنقودية بعد تقارير على أنها تستخدمها في مناطق مدنية في اليمن. كما أعلنت شركة "تكسترون" – التي تصنع قنابل "سي بي يو 105" (CBU-105) ومقرها الولايات المتحدة – أنها ستتوقف عن انتاج هذه الأسلحة في أغسطس/آب.
اليمن والسعودية ودول التحالف الأخرى ليست أطرافا في "اتفاقية الذخائر العنقودية" لسنة 2008. قال مسؤول يمني في اجتماع في جنيف في 19 مايو/أيار إن حكومة هادي تنظر في الانضمام للاتفاقية بعد استخدام هذه الأسلحة في اليمن.
الألغام الأرضية
زرع الحوثيون والقوات المتحالفة معهم العديد من الألغام الأرضية، منها ألغام محظورة مضادة للأفراد، في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية: عدن وأبين ومأرب ولحج وتعز، منذ بداية النزاع الحالي. تسببت الألغام الأرضية في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، منهم أطفال.
حققت هيومن رايتس ووتش في حالات 5 أشخاص أصيبوا بتشوهات بسبب ألغام مضادة للأفراد في تعز منذ مارس/آذار 2016، منهم رجل كان عائدا إلى منزله مع شقيقه بعد أشهر من النزوح. بحسب منظمة حكومية غير محلية، تسببت الألغام الأرضية في مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 39 آخرين في مناطق في محافظة تعز بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016. قال موظفون طبيون ويمنيون يعملون في إزالة الألغام لـ هيومن رايتس ووتش إن العدد الحقيقي لضحايا الألغام الأرضة أعلى من ذلك بكثير. في يونيو/حزيران، قال طبيب إنه عالج 50 شخصا في تعز بترت أحد أطرافهم منذ أبريل/نيسان، ويعتقد أنهم أصيبوا بألغام أرضية.
يفتقر اليمن إلى موظفين مجهزين ومدربين للقيام بمسح منهجي لإزالة الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب.
الهجمات العشوائية
استخدم الحوثيون والقوات المتحالفة معهم – قبل حملة القصف الجوي وبعدها – صواريخ مدفعية في هجمات على مدن عدن وتعز ولحج والضالع في جنوب البلاد.
منذ مارس/آذار 2015، وثقت هيومن رايتس ووتش 7 هجمات عشوائية نفذها الحوثيون والقوات المتحالفة معهم على عدن وتعز تسببت في مقتل 139 مدنيا، منهم 8 أطفال على الأقل.
بحسب الأمم المتحدة، تسبب القصف الذي نفذته "اللجان الشعبية" المتحالفة مع الحوثيين ووحدات من الجيش موالية للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح في مقتل 475 مدنيا وإصابة 1121 بين 1 يوليو/تموز 2015 و30 يونيو/حزيران 2016.
كما أطلق الحوثيون صواريخ مدفعية على منطقتي نجران وجازان في جنوب السعودية. نقلت "رويترز" عن السعودية قولها إن القصف القادم من وراء الحدود أدى إلى مقتل 29 مدنيا وإصابة 300 آخرين في نجران في شهر أغسطس/آب وحده.
قصف المنشآت الطبية وتقييد المساعدات الإنسانية
وثقت هيومن رايتس ووتش العديد من لغارات الجوية التي دمرّت أو أتلفت منشآت طبية بشكل غير مشروع في اليمن. في 15 أغسطس/آب 2016، أصابت غارة جوية لقوات التحالف مستشفى في حجة تدعمه "أطباء بلا حدود"، فقتلت 19 شخصا، وكانت هذه رابع غارة تستهدف منشأة لأطباء بلا حدود. بعد الضربة، سحبت المنظمة موظفيها من 6 مستشفيات في شمال اليمن.
نفذ الحوثيون والقوات المتحالفة معهم عمليات عسكرية حول عدن وتعز ومناطق أخرى، ما جعل المستشفيات والمرضى والموظفين الطبيين عرضة لخطر غير مبرر.
بحسب مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فإن 600 منشأة طبية أغلقت في 2016 بسبب الضرر الذي ألحقه بها الصراع ونقص المعدات الأساسية والموظفين الطبيين.
أكثر من 80 بالمئة من مجموع السكان – البالغ عددهم 20 مليونا – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. استمرت أطراف النزاع في منع وصول إمدادات الإغاثة الأساسية إلى المدنيين أو تقييدها.
كما صادر الحوثيون والقوات المتحالفة معهم الغذاء والإمدادات الطبية من المدنيين الذين يدخلون تعز، ومنعوا المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدينة، فساهموا في الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية.
فرض التحالف حظرا بحريا على اليمن، ما حدّ من استيراد المواد الحيوية، مثل الوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وضخ الماء لمساكن المدنيين. في أغسطس/آب 2016، علّق التحالف كل الرحلات الجوية التجارية لصنعاء. بحسب الأمم المتحدة، كان لذلك "انعكاسات خطيرة على المرضى المحتاجين لعلاج طبي عاجل في الخارج".
تعرّض عمال الإغاثة للخطف والاحتجاز غير القانوني وحتى القتل أثناء عملياتهم الإنسانية في اليمن.
وكثيرا ما يُمنع دخول الوكالات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والقوات التابعة لصالح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق