عبدالحليم صبر
_________&
هناك فرق بين أن تكتب عن قضية تداعياتها منذ أشهر، تسببت في مقتل 8 أفراد، وجرح أخرين، وحين أن تكتب عن مقتل شخص فقط، لكونه أبن عمك.. أو لكونه ينتمي لفصيل حزبك، ولعل الجميع يدرك أنني أخوض معكم في موضوع قريب منّا جميعاً ينبغي علينا تغيب العاطفة فيه وتغليب العقل.
أسبوع مر على مقتل مدير أمن مديرية المسراخ وثلاثة من مرافقيه، ومدير قسم أسفل النجد وثلاثة من مرافقيه.. ونحن منتظرين نتائج تحقيق اللجنة التي كلفت بذلك.
منذ مرور هذة الفترة حاولت ألا أكتب شيء عن القضية، منتظر إجراءات التحقيق، نظراً لحساسية الوضع وعدم حدوث إي أرباك للجنة التحقيق، واكتفيت فقط بالعمل ما يخدم القضية بعيد عن المناكفات والتعصبات الهوجاء التي لا تخدم سوى أطراف مريضة تغذى هذا الصراع.
كثير من الوجع والقهر عشناه، بسبب هذة الجريمة التى أخذت من أعمارنا، ما لم يأخذه السن والزمن، ولو عشنا ومنحنا الله عمراً، لوجدنا القادم بمثابة هامش غير معنيين به.
في صباح يوم الجمعة الموافق١٤/٧/٢٠١٧م كان هلال محمد عبدالله المرابط في احد النقاط العسكرية لإداء مهامه الأمنية، وهو أول من أغتالته يد الجريمة، ثم يليه، محمد عبدالله يحي وثلاثة من موافقيه، ثم تبع محاصرة منزل مدير أمن المسراخ وقتله هو وأبنه ومرافقه معتصم.
هكذا سارت الجريمة، والسؤال البديهي بعد هذة الكارثة:
لماذا الأعلام الأمني لم يوضح لرآى العام حول هذة الجريمة، كون الجميع ينتمون للدولة، وكيف سارت عملية التحقيق، واين وصلت القضية بالنسبة للجنة المكلفه بالأمر، وهل أخضع مسرح الجريمة للفحص/ للبحث/ للمعمل الجنائي؟
لماذا الأعلام الأمني لم يوضح لرآى العام حول هذة الجريمة، كون الجميع ينتمون للدولة، وكيف سارت عملية التحقيق، واين وصلت القضية بالنسبة للجنة المكلفه بالأمر، وهل أخضع مسرح الجريمة للفحص/ للبحث/ للمعمل الجنائي؟
أليست هذة النقاط قوة جوهرية الجميع يواجه بها من يختلفون معهم، سواء بحسن نية، وهو ما لم أظن، من الجميع، أو بسوء نية، وهو ما أعتقده، حتى نسد جميع الذرائع ولا نترك لأحد مجالا ً في أستثمار القضية.
هنا يبدو الأمر منطقياً، وهنا تصبح الكتابة من أولوياتنا إذا أردنا الحديث عن القضية، بحيث أن يصب كل الجهد في الضغط على لجنة التحقيق وسرعة الكشف عن الجناة، وهذة الكتابة تتطلب منّا حبر الحقيقة، حتى يمكننا أنصاف الضحايا.
إذا لم نصنع فارقً في وعي الناس بأظهار الحقيقة عن طريق كتابتنا، فلا داعي لأن نكتب، وإذا كنت تريد فقط اسقاط الحجة أمام الأخرين في الكتابة عن مقتل أو أغتيال أحد، دون الأنتصار له بالحقيقة، فلا تغمس كلماتك النتنه في دمه الطاهر، كي تشعرنا بأنك موجوع فقط.
إن دخولنا صفحات عبدالباسط ورفاقة التأريخية والحديث عن شموخهم وتضحيتهم، لا يمكن أن يكون من بوابة اتهامنا (الكاذب) عن مشاركة (سين أو صاد) في مقتله، بل بمطالبتنا بنتائج التحقيق واظهارها لرآى العام في مؤتمر صحفي يضع الجناة في داهاليز القتلة والمجرمين.
من يتفق معي على أن نقطة البدء بالحل تكمن في أخراج الحقيقة للناس، عليه أنظمام صوته معي كما ذكرت سلفاً في مطالبة اللجنة بكشف الحقيقة، وهذا الأمر يعد تعزيز لقيم الدولة التي نسعى لأستعادتها، أيضاً والتي حارب وقاتل من أجلها من قتلوا اليوم نتيجه للفشل الذريع في إيجاد رؤية لتفعيل مؤسسات الدولة.
أما أصاحب وجهة النظر الآخرى، من يطرحون خلف ظهورهم القضية وتداعياتها واسبابها، ويستقرون عند التمسك بوهم الأتهامات، مؤكدين أن هذا الأمر سوف يتبعه حل للمشكلة، نقول لهم يجب اعادة النظر فيما تفعلون، وسيكون حليفكم الفشل والخسارة والندم .
في الأخير كل الود للصديق العزيز ناظم العقلاني الذي كان له الدور الكبير في تجنيبنا جريمة آخرى، كان سيرتكبها ضعفاء النفوس في قتل أحد المرافقين لمدير أمن المديرية بعد أن سلم من الموت المحتوم وهو خارج من منزل عبدالباسط الهمداني، رغم أنه - أي المرافق - كان قد أصيب بأربع طلقات في قدمه ويده أثناء الأشتباكات ذلك اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق