اخر الاخبار

غربال


د_الفت الدبعي




لن ينصلح أمر هذه البلاد إلا عندما تصبح المبادي والقيم والاخلاق حاكمة للمجال السياسي.

لا تجعلوا من عفاش شماعه لعجزكم عن الخروج من دائرة ثقافته الموروثة في عقولكم السياسية !؟ 

يعلق البعض على أن النشاط الاخير الذي برز مؤخرا في تعز وبشكل مستقل لبعض التكتلات مثل التكتل المدني واللقاء التشاوري واللقاء المشترك بأن وراء ذلك (عفاش ) كما يقولون.

واقول لكم يا ابناء تعز إننا فعلا صرنا نعمل من المخلوع صالح (شماعة) نداري بها عجزنا وطريقة تفكيرنا السياسي في إدارة هذه المرحلة.

عندما جلست مع ممثلين لهذه التكتلات الثلاث اكتشفت ان أثار (ثقافة المخلوع) الموجودة في ذهن الساسة وخاصة من يديرون المشهد بتعز هي السبب الرئيسي لتشكيل هذه التكتلات وان هذا التشكيل هو ظاهره صحية جدا حتى لا يأتي لنا مستبد جديد !؟

هذا لمن يريد أن يفهم لماذا يحدث هذا في تعز  ؟ وفي تعز بالذات!؟ 

لا يعلم الكثير أن أسس بناء الدولة القوية أو الاتحادية هو في قدرتها على إدارة التنوع وليس في فرض القوة منهجا أو التبعية لقائد واحد أو فكر واحد أو ايديولوجية معينة وهو ما سيحتاج إلى عقلية إدارية تدير مرحلة ربط المقاومة بمؤسسات الدولة عبر توافق سياسي وبمعايير ومرجعيات واضحه.

إن حالة الخلاف الظاهره في تعز ليست سوى شكل من اشكال هذا التنوع الذي يحتاج الى ادارة توافقية بمرجعية العلم والقانون ومخرجات الحوار ليتحول هذا التنوع الى قوة توحد ابناء تعز بدلا عن حالة الاختلاف التي ظهرت بسبب سوء إدارة هذا الملف.

ويكمن الحل في إمكانية أن يخلق من هذه الثلاث التكتلات شكل جديد يمثل مجلس سياسي لتعز  بقيادة المحافظ  من اجل الوصول الى رؤية موحده تعيد لجبهة تعز توحدها في مواجهة عدوها الأوحد.

هذه هي القضية لا اكثر ولا اقل ولا عفاش ولا يحزنون.. المشكلة في ثقافة عفاش المسيطرة على من يديرون المشهد السياسي بتعز ولا يريدون تجاوزها وهم عدة وعلى رأسهم حزب الاصلاح بذاته الذي انتقلت له عقده حزب المؤتمر وسيطرته السابقه  في إدارة مشهد تعز بعيدا عن اخضاع الكل لمرجعية واضحه في تقييم أي أداء يقوم به.

قادة هذه التكتلات يجب أن يكونوا ضمن تشكيلة موحده برئاسة المحافظ يتم النقاش معهم بشكل دائم للمشكلات الرئيسية التي مثلت خلافات في الرؤيا واخضاع جميع الخلافات للتوافق التام وفقا  لمرجعيات محدده والتي يجب أن تكون الفيصل والحكم في حل جميع الخلافات، وستجدون ان كل مشكلات تعز سوف تحل وبجدارة تامة.  

فقط يقدم المحافظ على هذه الخطوة ويترك اساليب الثقافة الموروثة من النظام السابق في تقريب احزاب على حساب احزاب أو جماعات على حساب جماعات أو شغل فرض سياسة الامر الواقع.

فهذه السياسة لن تزيد الا في مزيد من التشظي داخل تعز لاننا في مرحلة تاريخية لن يقبل منها الا العدل منهجا ولن يتحقق العدل الا اذا خضع الجميع لمرجعيات واضحه.

اتمنى أن يكون المحافظ على قدر المرحلة التاريخية ويعود إلى تعز سريعا ويعمل على سهولة تسيير اجتماعات رسمية دائمة تشكل قيادة سياسية لهذه المرحلة فهذا هو الطريق الوحيد للقضاء على ثقافة عفاش التي ما زالت تعشعش في العقول السياسية التي تدير المشهد في تعز.

وعلى جميع الساسة في تعز أن يدركوا أن عفاش لاقيمة له ولا وجود ولا وزن عندما يتخلص ساسة تعز من ثقافته المعشعشة في رؤؤسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016