القاضي_ طه عبدالرؤوف نعمان
النجار.. الخياط.. السمكري.. وغيرهم من أصحاب المهن.. يمكنوك إرجع بكره.. إرجع بعده.
يحلف يمين إنه بلدي.. ومن المراوعة.. لتكتشف وقت الغداء أن اللحم لثور قضى حياته مناضلا بأدغال إفريقيا.. وكل مافي الأمر جزع من المراوعة في رحلة تهريب طويلة.
يؤدي اليمين الدستورية إنه سيحكم وفقا للشرع والقانون.. فيحكم وفقا لشرع سوق علوجة في ريمه.
يدق يمين رسمي إنه سيمارس مهامه والاعمال المكلف بها وفقا للدستور والقانون.. وتصدم حين تراه يمارس مهامه وفقا لدستور وقانون جدته.
مذكرة رسمية من عدن بتسليم الرواتب خلال أيام.. ونفس المذكرة من صنعاء.. وتمضي شهور.. وأنت مراعي.. وفي الأخير لا شقر من صنعاء ولابخور من عدن.. والمشكلة كلهم يرفس لك كل يوم "كذب مصدر مسؤول.. كذب مصدر مطلع " دون حياء من كذب تصريحاتهم التي أنت أصلا مراعي يصدقوا فيها.
الكذب والهلس والخرط.. يبدأ سلوك فردي.. ثم عرف إجتماعي..ليتحول إلى كذب رسمي مدستر ومقنن.. كون صاحب القرار خرج من مجتمع إتخذ معظم أفراده إلا من رحم الكذب سلوكا وعرفا وممارسة.. مع أن رسولنا الذي نصلي عليه كل يوم وفرض بين باستحالة أن يكون المؤمن كذابا.
من أساطيرنا.. فقيه وخطيب جامع.. بيته بجوار الجامع.. خطب يوم الجمعة عن التعاون والتكافل الواجب بين المسلمين.. وذكرهم قصة ذلك المؤمن الذي تصدق بطعامه لمحتاج دق باب بيته.
زوجة الفقيه كانت تستمع لخطبة زوجها وتأثرت فاعطت الدجاجة التي كانت تطبخها لمسكين يجلس بجوار باب الجامع.
وبعد أن حثهم على أن يتصدقوا بأفضل ما لديهم.. صلى بهم الجمعة.. وصرف ابتسامات إيمانية للمعجبين بخطبتيه المطوبرين للسلام عليه..ووقفل الجامع.. ودخل البيت.
قدمت له زوجته كدم ومرق للغداء.. وسأل عن الدجاجة فأجابت "عملت بنصيحتك وأديتيه لمسكين مخوق جوع باب الجامع".. إقتلب طبعه وقلب الجمعة يوم جن عليها وعمل خطبة لرأسها خلاصتها "الخطبة لهم.. مش لك" وأضاف "ياجنية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق