توفيق الحاج
=======
كثيرة
هي التحذيرات والتقارير التي تصدرها المنظمات المحلية والدولية والتي كلها تكشف مدى
المجاعة والحاجة الغذائية التي وصل اليها سكان اليمن اخرها التقرير الذي اصدره قبل
ايام المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية والذي شمل 118 دولة حول العالم، تصدر
اليمن قائمة البلدان العربية التي تعيش المجاعة.
وأكد
التقرير أن 26.1 في المئة من سكان اليمن، يعانون من الجوع، فيما بلغ معدل إصابة الأطفال،
دون سن الخامسة، بالهزال 16.2 في المئة وقال التقرير ان الجوع ساهم في وفاة 4.2 في
المئة من أطفال اليمن.
كما
أعرب مسؤولو برنامج الأغذية العالمي في ختام زيارة ميدانية لليمن، عن قلقهم بشأن زيادة
انعدام الغذاء وعن زيادة معدلات سوء التغذية بين الأطفال . وقال البرنامج “ان الجوع
يزداد يوما بعد اخر وقد استنفد الناس كل ما لديهم من استراتيجيات للبقاء و ان هناك
الملايين من الناس لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون الحصول على مساعدات خارجية”.
اما
منظمة الصحة العالمية والتي تعتبر أن مستوى الطوارئ المحدد للوضع الغذائي في العالم
15% واي دولة او مجتمع يتجاوز هذا المعدل فانه يصنف مجاعة حادة.
وتشير
التقارير الحديثة الصادرة من منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات الغذائية العالمية
ان المعدل العام في اليمن تجاوز ذلك بقرابة الظعف حيث وصلت المعدلات في بعض المحافظات
اليمنية إلى 25% و31% على التوالي، أي أكثر بـ 16 نقطة مئوية عن الوضع المحدد لسوء
التغذية الحاد.
وهذا
يعني ان اعداد كبيرة من السكان مهددون بالموت بسبب الجوع بل ان التقارير الواردة من
محافظة الحديدة جنوب غرب اليمن تفيد بان الموت بسبب الجوع بدأ يفتك بالسكان وان عدد
من الافراد ماتوا من شدة الجوع خلال اليومين الماضيين هذا وتفيد الأرقام الواردة من
المنظمات الدولية أن أربعة من كل خمسة يمنيين يعانون من انعدام الغذاء .
كما
تفيد تقارير الأمم المتحدة أن عدد العاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية يقدر بــ
14.4 مليون نسمة وان اكثر من 7.6 ملايين يعانون من انعدام الغذاء الحاد.
هذا
وتشهد المدن اليمنية حاليا وضعًا إنسانيًا صعبًا وتدهورًا صحيا وصعوبات كثيرة تحول
دون وصول المنظمات الدولية والمساعدات الانسانية والغذاء الى المحتاجين خصوصا في مناطق
النزاع المسلح، ومازاد الطين بله ان البنك المركزي عجز عن صرف مرتبات جميع الموظفين
منذ ثلاثة اشهر مما فاقم الوضع وباتت المجاعة تحاصر جميع السكان وخصوصا الأطفال، فهناك
أطفال مصابون بسوء التغذية الحاد ومعرضون لخطر الموت أكثر بعشر مرات من أقرانهم الكبار.
وفي
ذات السياق افاد المتحدث باسم منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسيف” في صنعاء
في حديث سابق أن الوضع الغذائي للأطفال باليمن يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فهناك اكثر
من مليون ونصف من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية وأكثر من ربعهم يعانون
من سوء تغذية حاد وهو الهزال الشديد الذي يؤدي للوفاة .
ومن
خلال التحذيرات والتقارير التي ذكرناها انفا وغيرها التي تنشر هنا او هناك ومن خلال
مشاهدتنا للواقع اليمني فانه يجوز القول ان اليمنيين تنتظرهم ايام سوداء مفجعة خصوصا
انه لا توجد اي موشرات توحي بانها الصراع الدائر.
المصدر
وكالة أنباء الشرق العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق