اخر الاخبار

مجد أيلول المشرق من جبين المحاربين السمر في "صرواح"



وكالة أرصفة للأنباء- وليد عبد الواسع

في تفاصيل معركة تحرير صرواح أمس الاثنين، برزت إلى الواجهة صورة المقاتل "الأسمر"، الذي كان يحمل بندقيته وخزنة رصاص، وقد تغطى جسده، المتصبب عرقاً، بغبار المعارك ورمال صحراء مأرب..

لتكشف عن معنى أن يكون اليمني شجاعاً، لا تثنيه العواصف، وهو يكتب مجد استعادة جمهوريته المسروقة، حيث الأرض التي يقف عليها وتستند إليه صرواح، حد تعبير الزميل الصحفي"وليد البكس"..

ومن بوابة صنعاء الشرقية يعيد صياغة تعريف الكرامة، المرسومة بحبات العرق على جبينه.. وكما قال الشاعر مظفر النواب:" ‏جئتك من كل منافي العمر.. أنام على نفسي من تعبي"..

كانت تلك الصورة لأحد جنود الجيش الوطني الذين شاركوا في تحرير صرواح أمس الاثنين، وهي الصورة الأكثر تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي..

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لأحد جنود الجيش الوطني في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، والتي شهدت مواجهات منذٌ فجر أمس الاثنين..

وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية بإسناد مقاتلات التحالف من التقدم، في الجبهة الأقوى، كما يصفها خبراء عسكريين.

وتظهر الصورة التي التقطها مصور قناة بلقيس الفضائية/ عبدالله القادري وحظيت بإعجاب الناشطين، مقاتل يحمل بندقيته وخزنة رصاص وقد تغطى جسده بغبار المعارك وصحراء مأرب، ويتصبب عرقاً.

يعلق الإعلامي في تلفزيون بلقيس" محمد المقبلي، على صفحته بالفيس بوك:"جبين البطل الحميري الأسمر، المجد الحميري الجمهوري مكتوب بالعرق في جبين هذا البطل الأسمر".

فيما يكتب الناشط أحمد هزاع: شعث غبر، يتصببون عرقا، وﻻ يألون جهدا في استعادة الجمهورية. يأتي مفسبك يخاف على بشرته من أشعة الشمس وينتقد هؤلاء"..

يضيف هزاع:" لن أقول إلا "أقبل التراب الذي تمشي عليه".. ويختم تعليقه على الصورة بوسم #قادمون_يا_صنعاء".

وفيما تقول الناشطة الحقوقية/ فاطمة الأغبري:"هذا هو ابن وطني الذي افتخر به.. هذا الذي لا يساويه أحداً ممن يتاجرون بالوطن".

يعلق الصحفي/ فخر العزب:" أمنيتي أن أجمع هذا العرق في قوارير عطور، أهديها لشرعيتنا القابعة في فنادق الرياض".

"محارب من القرن الواحد والعشرين، الشمس دونت على جبينه لسعاتها وكادت الرمال تطمر عيناه، بينما كان منشغل يلقي برأسه طوق نجاة للوطن".. هكذا يكتب الصحفي/ وليد البكس..

"يسيل عرقك في وسائل الإعلام بصمت، تثقب نظراتك العدسات والعيون التي تصادفك اليوم، ولا تعلم من أنت!.. صحيح من تكون.. "أنا اليمني يا وجع اليماني".. يرتد صدها في حضور هالتك للأبد": يضيف البكس

يتابع البكس تعليقه: شكرا لكل قطرة عرق سقطت لأجل هذا الوطن، ودمت عاليا كما نراك الآن محلقا في الأفق، لم تحن رأسك يوما، ربما منذ سنة ويزيد، لم تلتقي أسرتك أو أطفالك أو أمك وأخوتك"..

ويختتم منشوره: لقد تعلمت من الأسلاف معنى التضحية، وتلك قصة ريح الخسارات المتكررة لليمن، لكن لن تفلقها هذه عندما ترويها للأجيال القادمة..

في معركة تحرير صرواح تعددت المشاهد والصور التي تحكي استبسال منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تطهير المنطقة من مليشيا الانقلابيين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي صالح..


هناك على الطرف الآخر كان العقيد أحمد حسين الحديجي، يُحدّق في الكاميرا مبتسماً من وسط منطقة صرواح التي تم تطهيرها من الحوثيين..

حين وصل الحوثيون محافظة ذمار، بتواطؤ من قيادات المحافظة، وقيادات عسكرية خدعت الشعب اليمني وطعنته في الخاصرة، باختطاف جمهوريته ودولته وحريته وأمنه، كان العقيد الحديجي ساكناً في مدينته "ذمار".

لكن الرجل، المتجذر من أشرس قبائل الحدأ، وهي قبيلة "بني حديجة"، حيث عبق الريف، وروح المروءة، وشهامة الرجال ونخوتهم، لم يكن ضمن هؤلاء القادة..

لذلك اختطفه الحوثيون ونهبوا سيارته، بحجة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وخرج من الأسر بعد أيام.. ليعاود الحوثيون ملاحقته واتهامه، لأنه رفض الانضمام إليهم..

حين رأى العقيد أحمد حسين بشائر النصر تدك عروش البغاة، بإطلاق أول صاروخ لعاصفة الحزم، حزم أمره وأنطلق إلى مأرب للمشاركة في أول تشكيل عسكري لمواجهة التمدد الحوثي..

هكذا يروي الصحفي سام الغباري عن الرجل الذي كل خبرته للعمليات للعسكرية، وبطيبته النادرة ومرحه المعتاد استطاع أن يكسب محبة كل الجنود المرابطين في مواطن الشرف والعزة والفداء.

أمس كان هذا الثائر الحميري الأصيل يبتسم من أعلى قمة في جبال صرواح، التي كان يراهن عليها الحوثيين، وقد صنع ببطولته ورفاقه مجداً عالياً يسطره التاريخ في أنصع صفحاته.

مع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الاثنين انطلقت عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من مديرية صرواح بمأرب.

تمكنت قوات الجيش والمقاومة بإسناد من التحالف العربي من السيطرة على مواقع وتباب في صرواح كانت المليشيات الإنقلابية تتمركز فيها.

مصدر ميداني قال لمأرب برس أن عملية عسكرية مكثفة للجيش والمقاومة بإسناد من التحالف العربي بدأت لتحرير ما تبقى من مواقع وتجمعات للمليشيات الانقلابية بمديرية صرواح غربي مأرب.

المصدر أفاد بان فرار لميليشيات الحوثي والمخلوع شهدته المنطقة، مخلفين وراءهم قتلى ومعدات عسكرية، وتحدث عن انتصارات كبيرة في جبهة صرواح بمأرب حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

وفيما قدرت أعداد قتلى وجرحى المليشيات بالعشرات، قالت الأنباء الواردة من صرواح بأن جنديًا إماراتيًا استشهد وجرح اثنين من زملاءه في عملية تحرير مديرية صرواح..

كما استشهد خمسة من قوات الشرعية وجرح نحو عشرين. وأصيب الزميل فهد العيال- مصور مركز سبأ الإعلامي أثناء تغطية لعملية تحرير صرواح.

ويشارك في العملية العسكرية لتحرير صرواح، نحو 7 ألوية من الجيش الوطني التي خضعت للتدريب في محافظة مأرب طيلة الأشهر الماضية، بالإضافة إلى مقاتلي المقاومة الشعبية.

كما شاركت مقاتلات التحالف العربي، ومروحيات الأباتشي، بفاعلية في العملية العسكرية التي تم الإعداد لها منذ أسبوع، بالتزامن مع استهداف مدفعي وتمشيط للمواقع.

ومنذ بدء الحرب، باتت "صرواح" من أبرز معاقل الحوثيين وقوات صالح ومنطلق عملياتهم، وبتحريرها ستكون محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد، قد تحررت بالكامل من قبضة الحوثيين.

ويرى مراقبون، أن تحرير "صرواح" سيفتح طريق "خولان" بإتجاه "صنعاء"، شرقا، وسيشكل جبهة جديدة لتطويق العاصمة من جبهة "صرواح"، مرورا بـ"خولان" وصولا إلى ذمار، التي تم تجهيز ألوية خاصة بمعركة تحريرها..

إضافة إلى جبهة "نهم ـ أرحب ـ بني حشيش" التي تدور بها معارك منذ أشهر في ظل تقدم ملحوظ للقوات الموالية للحكومة.


ميدانياً تولى قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب قاسم الشدادي، قيادة معركة تحرير مديرية صرواح غرب مأرب، والتي انطلقت أولى عملياتها أمس الاثنين.

وقال الصحفي عبدالله القادري، إن قيادة المعركة يتولّاها قائد العسكرية الثالثة اللواء ركن عبدالرب الشدادي، المعروف بتفانيه وإخلاصه وصدق إقدامه.

وأوضح القادري، أن الشدادي صاحب بصمة النصر في أكثر من موطن رافقته فيه قيادات وطنية شجاعة، وجنود يجعلون من دمائهم سقيا للوطن، ويبذلون ارواحهم رخيصة في سبيله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016