اخر الاخبار

صنعاء على صفيح ساخن..!







وكالة أرصفة للأنباء/ نبيل الشرعبي
====================
 
تعيش العاصمة اليمنية مع اقتراب دنو عيد الأضحى، حالة من التأهب والذهول جراء ما لحق بموظفي الدولة من حرمان لمستحقاتهم من الحوافز والبدلات المقرة قانونا، التي تم قطعها من قبل القائمين على تسيير الأمور فيها_ الحوثيين وصالح، منذ أشهر عدة.

وقد نجم عن ذلك ضرر كبير للموظفين، حيث لا يفي الراتب الأساسي الذي يٌسلم لهم لتسديد فاتورة ايجار المسكن، وقاد ذلك إلى تراكم المشاكل على الموظفين.


ولم يتوقف الحال عند قطع المستحقات من الحوافز والبدلات، بل زاد على ذلك عجز الحوثيين وأتباع صالح عن الوفاء بتسديد رواتب شهر أغسطس.

ويتعاظم هذا العجز من يوم إلى أخر بسبب جفاف الموارد، واغلاق القنوات التي كانت تصب في البنك المركزي اليمني بصنعاء، وزاد من حدة العجز اتخاذ حكومة هادي قبل أسابيع إجراء يقضي بايقاف توريد عوائد النفط والغاز إلى البنك المركزي بصنعاء.

ولموارة العجز دشنت جماعة انصار الله الحوثيين، منذ مطلع أسبوعنا الجاري حملة على المحلات التجارية بالعاصمة صنعاء، تحت مظلة تحصيل الضرائب.

وقال أصحاب محلات تجارية إن عناصرا مسلحة من جماعة انصار الحوثيين، يتوزعون على المحلات التجارية بسندات تحمل شعار مصلحة الضرائب، ويطالبون أصحاب المحلات أو العاملين فيها بدفع مبالغ تتراوح ما بين 10ألاف ريال و50 ألف ريال، وهذا فيما يخص المحلات ذات النشاط البسيط، أما المعارض والسوبر ماركات فيتراوح المبلغ المطلوب ما بين 100 ألف إلى 300 ألف ريال.


وأضافوا: بأن من يرفض الدفع يتم أخذه من قبل المسلحين وايداعه اقسام الشرطة ويتضاعف المبلغ المفروض عليه.

وفي ردهم على سؤال كيف يتم احتساب المبلغ، ذكر عدد ممن رضخوا لواقع الأمر ودفعوا المبالغ المطلوبة منهم، بأن المسلحين يعتمدون على تقدير البضاعة أو حركة العمل خلال ساعات الظهيرة.

وفي نقاش مع بضع مسلحين يجوبون المحلات، تم نقاش وكان أهم ما خرج به النقاش، هو أن الشخص باللباس المدني مندوب تحصيل من مصلحة الضرائب، والمسلحين الذين معه يتبعون جماعة انصار الله، ويقومون بمراقبة مندوب التحصيل لضمان عدم التلاعب.

وبين المسلحين إنهم ينفذون توجيهات جهات الاختصاص_ رافضين تحديدها، وذلك من أجل توفير السيولة لتغطية جزء من رواتب الموظفيين الحكوميين.

كما لوحظ تقلص عدد الباعة البساطين على أرصفة الشوارع الرئيسة بالعاصمة صنعاء، وأرجع غمدان الصبيحي ذلك إلى فرض مبالغ مالية باهظة عليهم من قبل الحوثيين.

توسع دائرة الاضرابات 

وعلى الطرف الأخر نفد صبر الموظفين الحكوميين مع تصاعد حجم وتيرة تراكم الديون عليهم، وعجزهم عن توفير متطلبات أسرهم، مما حدا بموظفي عدد من المؤسسات الحكومية إلى تدشين اضرابات عن العمل.
وفي هذا السياق يواصل موظفي المؤسسة العامة للاتصالات بالعاصمة صنعاء اضرابهم عن العمل للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجا على توقيف مستحقاتهم المالية عن الاعمال الاضافية والبدلات وغيرها.

وقال أحد موظفي المؤسسة العامة للاتصالات فرع الأمانة، إنهم مستمرون في اضرابهم عن العمل حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وتسليم حقوقهم المالية كاملة.

وأضاف: إننا نؤكد على الاستمرار بالاضراب عن والبقاء في الخيام التي نصبناها في حوش المؤسسة، وقد نضطر إذا لم يستجيبوا لمطالبنا إلى أخذ أولادنا وأسرنا إلى الخيام وقضاء العيد فيها، لأننا لا نملك ثمن كسوتهم ولا ثمن الأضحية.

وختم الصيقل تصريحه بالإشارة إلى أنه في حال لم يتم الافراج عن مستحقاتهم خلال هذه اليومين، سيضطر إلى التضحية بالعيد بذبح أحد أبناءه بدلا عن أضحية العيد.


وعلى الطرف الأخر بدأت منذ يوم أمس الأثنين الموافق5_9_2016، أطقم عسكرية على متنها مسلحين بلباس مدني وأخرين بزي عسكري، تجوب المكان وتطويقه من الخارج، مؤكدين أن دوافع تطويق ساحة اعتصام الموظفين هو حمايتهم من أي عمل إرهابي.

فيما موظفي المؤسسة قالوا إنهم تلقوا تهديدات من المسلحين بفض الاعتصام، بعد معرفة من دفع بهم للاضراب عن العمل.

وأضافوا: بأنه سبق وأن قام مسلحين بمهاجمتهم والاعتداء عليهم واعتقال عدد من زملاءهم واقتيادهم إلى أقسام الشرطة واخضعوهم للتحقيق ثم أفرجوا عنهم.

وفي ذات السياق شرع عمال النظافة بالعاصمة صنعاء بالاضراب عن العمل منذ يوم أمس، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم، ملوحين باستمرار الاضراب حتى تسليم حقوقهم.

ايضا اضرابات عمالية جزئية أخرى تشهدها عدد من الوزارات والهيئات الحكومية، منها اضراب موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة المالية والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد.

 
ومن طرفها الجهات الحكومية تقول إنه لا توجد السيولة الكافية لتسليم مستحقات موظفيها، وتزداد المسألة أكثر تعقيدا مع تضييق الخناق على سلطات صنعاء وايقاف تدفق الموارد إلى البنك المركزي اليمني بصنعاء.



صنعاء تغرق بالمخلفات

وبدأت أكوام القمامة تتراكم على أرصفة الشوارع وجوار المنازل مع توقف تام لعمال النظافة، والذين أكدوا عدم عودتهم واستمرارهم بالاضراب حتى تسليم كامل مستحقاتهم.

وتزداد الحالة تعقيدا مع توقف مقلب الأزرقين عن العمل منذ الأسبوع الماضي، هذا المقلب الذي كان يستوعب مخلفات أمانة العاصمة وصنعاء.

وجاء توقف مقلب الأزرقين لإعادة تدوير المخلفات جراء تعرضه للتدمير من طيران التحالف الأسبوع الماضي.


وعلى خلفية ذلك حذر خبراء في المجال البيئي، من كارثة بيئية تبدء من الأزرقين لتمتد إلى العاصمة وصنعاء، بل والمحافظات المحيطة بهم، ومع الوقت سيمتد التلوث غلى المياه الجوفية وسيصيب الإنسان والبيئة والمياة والزراعة والثروة الحيوانية وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016