على
مدى سنين عديدة، ظلت عالمات رياضيات أميركيات مجهولات، رغم مساهماتهن الكبيرة في أبحاث
الفضاء التي أجريت في البلد.
سببُ
غياب العالمات، رغم أن إحداهن ساهمت في أول رحلة للإنسان نحو القمر، لم يكن سوى لون
بشرتهن الأسود.
لكن
كتابا جديدا نشر في الولايات المتحدة الشهر الحالي تحت عنوان "شخصيات في الظل"
أو (Hidden
Figures)
أبرز ما كان خفيا من قصة تألق عالمات الرياضيات الأميركيات من أصول أفريقية.
ويركز
الكتاب، الذي تم تحويله إلى فيلم سيتم عرضه في الصالات مطلع العام المقبل، على قصص
نجاح أربع سيدات هن الفيزيائية وعالمة الرياضيات والفضاء كاثرين جونسون والعالمة دوروتي
فوغان، التي كانت أول سيدة أميركية سوداء تكلف بالإشراف على فريق من علماء الفضاء.
الشريط
الدعائي لفيلم "هايدن فيغرز":
أما
الشخصية الثالثة فهي مهندسة الفضاء ماري جاكسون، إلى جانب كريستين داردين التي تعد
من أفضل خبراء العالم في الرحلات التي تتجاوز سرعتها سرعة الضوء.
كاثرين
جونسون

وحسب
كتاب "هايدن فيغرز"، فقد طلب رائد الفضاء الأميركي جون غلين أن تدقق عالمة
الرياضيات كاثرين جونسون رحلته الشهيرة حول مدار الأرض، وبات بذلك أول طيار أميركي
يقوم برحلة من هذا النوع.
حصلت
جونسون على الميدالية الرئاسية للحرية، أعلى وسام مدني في أميركا، سنة 2015 من قبل
الرئيس باراك أوباما.
تسير
حاليا جونسون على عامها الـ 98 بعد 70 سنة من حصولها على شهادة في الرياضيات كانت طريقها
نحو التألق الكبير الذي حققته في مجال أبحاث الفضاء.
ماري
جاكسون
قبل
تأسيس وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" سنة 1958 كانت عالمة الرياضيات ماري
جاكسون تعمل في اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية، ربما لم تكن جاكسون بالقدر
من حسن الحظ الذي كانت عليه جونسون التي تمكنت من العيش حتى تكريمها بأعلى وسام مدني
في البلاد وخروج الكتاب الذي أنصفها أخيرا، لكن الجمهور سيتعرف في الكتاب على هذه السيدة
الحاصلة على الإجازة في الرياضيات والعلوم الفيزيائية سنة 1942 من معهد هامبتون بولاية
فرجينيا.
التحقت
سنة 1951 بمركز لانغلي للبحوث في هامبتون، التابع للجنة الاستشارية للملاحة الجوية،
وكانت بين السيدات اللواتي أطلق عليهن "الحواسيب السوداء" وتميزن بشكل لافت
في فترة الحرب البادرة وتكثيف الولايات المتحدة لبحوثها في مجال الفضاء، وهو ما قاد
لاحقا إلى تأسيس وكالة ناسا.
ظلت
جاكسون تعمل في ناسا إلى حين تقاعدها سنة 1985.
دوروتي
فوغان
أفنت
هذه السيدة 28 سنة من عمرها بين العمل في اللجنة الاستشارية للملاحة الجوية ووكالة
ناسا. ورغم تميز فوغان، إلا أنها كانت منعزلة مع عالمات أخريات سوداوات البشرة في الجانب
الغربي من مبنى مركز لانغلي للبحث الفضائي في فرجينيا.
وبعد
إنشاء ناسا، تولى مركز لانغلي الإشراف على برنامج "مركوري"، أول برنامج أميركي
للرحلات الفضائية المأهولة، عندها اندمجت العاملات (ومن ضمنهن فوغان) في الجناح الغربي
مع باقي الأقسام، وأوكلت إليهن مهمات رياضية معقدة تتعلق باحتساب مسارات الصواريخ والمركبات
الفضائية.
توفيت
فوغان في الـ 10 من تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2010 عن عمر ناهز 88 عاما، وكانت قد تقاعدت
من العمل في ناسا سنة 1971.
كريستين
بحسب
الموقع الرسمي لـ"ناسا" فقد كانت كريستين صاحبة طموح في تطوير نفسها وتقديم
عمل أفضل خلال عملها في الوكالة.
وقادها
ذلك الطموح إلى طرح السؤال على رئيسها في العمل، لماذا يتولى الرجال الذين يتوفرون
على المؤهلات نفسها وظائف أحسن من وظيفتها؟ فكانت النتيجة أن تمت ترقيتها إلى قسم المهندسين.
وكانت
من بين النساء القلائل اللواتي عملن مهندسات في الوكالة خلال المرحلة التي تلت الحرب
العالمية الثانية.
كريستين
حاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة جورج واشنطن سنة 1983.
تقول
إن حلمها في البداية كان أن تصبح طبيبة، لكنها قررت في وقت لاحق أن تركز على الفيزياء
والرياضيات.
المصدر:
موقع "راديو سوا" / وسائل إعلام أميركية / أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق