اخر الاخبار

خبير عسكري: لو أطلق لتعز عنان المواجهة لقلبت معادلة الحرب واستعادة صنعاء لاتأتي من جبهة يتيمة



 حاوره/ وليد عبد الواسع
المشهد العسكري في اليمن يشهد تحولا كبيرا لمصلحة قوات الشرعية لكن القيادة السياسية لا تستثمره
قرار الرئيس هادي بالحسم مقيد بسبب ارتهانه لممول الحرب وداعمها

يرى الخبير في شئون النزاعات المسلحة/ علي الذهب أن المشهد العسكري في اليمن يشهد تحولا كبيرا لمصلحة قوات الشرعية، لكن القيادة السياسية لا تستثمره، الأمر الذي يحاول الحوثيون وصالح استغلال إخفاقات الشرعية والتحالف في تعزيز قوتهما..

وأكد أن استعادة صنعاء لا تأتي من جبهة يتيمة ولو استمرت الحرب لسنوات بل يبدأ من جبهات أخرى رديفة، مثل تعز وعمران. وأوضح أنه على عكس معركة صنعاء التي ينظر إليها بأنه مازال تقدم محدود الفائدة؛ وصف معركة تعز بأنها إيجابية كبيرة..

وقال الذهب، في حوار لـ"وكالة أرصفة للأنباء" أن تعز غنية بالمقاتلين وفقيرة للسلاح، ولو أطلق لتعز عنان المواجهة، لقلبت معادلة الحرب، ولكان الأمر أسهل من صنعاء، وعندها ستكون معركة صنعاء معركة مصير..

لكنه نبه من أن معركة تعز مشروطة وحذرة.. وتساءل:" فهل استعدت الشرعية لذلك أم ستخذلها وتتركها لمصير سيئ".. وفيما اعتبر أن الحسم المثالي لم تكتمل شروطه، أكد الخبير العسكري اليمني أن طرق السلام تبدو مسدودة..

طرق السلام مسدودة والحسم الضامن لاستقرار ووحدة اليمن لم تكتمل شروطه


وأشار إلى أن قرار الرئيس هادي بالحسم مقيد بسبب ارتهانه لممول الحرب وداعمها.. وأضاف:" إذا أثبتت الشرعية أنها أهل للمواجهة في مناطق وجودها ستخرج المناطق خارج سيطرتها مرحبة بالجيش الوطني بالورود"..
 
وأكد أن من أهم شروط نجاح الحسم العسكري هي أن يحظى قرار الحسم بإجماع وتأييد حقيقي من التحالف والقوى المهيمنة ووجود خطة واضحة لما بعده. واعتبر تعارض المصالح بين أطراف الشرعية وبين دول التحالف ذاتها وبينها من جهة وبين بعض القوى السياسية اليمنية بأنها من أقوى عوائق الحسم..

الذهب استبعد أي تدخل عسكري روسي أوغربي في اليمن، وكشف حقيقة تدخل قوات التحالف العربي في اليمن، الذي قال بأن هدفه لم يكن لتمكين الشرعية، بقدر ماهو للقضاء على القدرات العسكرية التي سيطر عليها الحوثيون، وباتت مصدر تهديد لأمنها الوطني، كما تحدث عن تفاصيل أخرى.. مقتطفات..


*وقوفا على مجريات الواقع اليمني.. ما قراءتك للمشهد الراهن من جانب عسكري؟

-لا زال كل طرف متمسك بخيار القوة؛ لحسم المعركة وطي صفحة الحرب لمصلحته، أما مساعي السلام التي تحاول الجمع بينهما، فيبدو أن طرقها مسدودة.

المشهد العسكري يشهد تحولا كبيرا لمصلحة قوات الشرعية، لكن القيادة السياسية لا تستثمر هذا التحول، بل قد تسعى لتحجيم نتائجه، بناء على مخاوف وحسابات تضمر تجاه بعض الأطراف التي لها حضور فاعل في الجبهات.

من جانب آخر يحاول الحوثيون وصالح استغلال إخفاقات الشرعية والتحالف في تعزيز قوتهما والتركيز على أدق الجبهات حساسية وهي الحدود مع السعودية، لثنيها عن دعم الشرعية ودفعها للتخلي عنها.

*هل تعتقد أن التحالف العربي جاد هذه المرة في حسم الوضع عسكرياً في اليمن لإنهاء الانقلاب؟

-تدخل التحالف العربي لم يكن لتمكين الشرعية كهدف رئيس، بل للقضاء على القدرات والإمكانيات العسكرية اليمنية، التي سيطر عليها الحوثيون، والتي باتت مصدر تهديد للأمن الوطني السعودي، لاسيما بعد الاستفزازات التي افتعلها الحوثيون في الحدود مع المملكة..

وبالتالي، ومع ما أسفرت عنه هذه الحرب من واقع منهك في الجانب العسكري اليمني؛ فخيار الحسم، وإن كان في الواجهة، يحتمل اللجوء إليه..

وقد يحتمل خلاف ذلك؛ لأن الحوثيين وصالح لاتزال صواريخهما تستهدفان المملكة، ما يعني أن الخطر لايزال قائما، وأن التحالف سيستمر في استهداف أي مكان يثير شبهة وجود أسلحة من هذا النوع، وبالتالي قد تطول الحرب ويصبح خيار الحسم شعارا أكثر من كونه غاية.

كما لا ينبغي إغفال مسائل أخرى تحول دون قرب ذلك، تتعلق بموقف بعض الدول العظمى من هكذا قرار، فضلا عن عوائق أخرى يعاني منها طرف الشرعية ذاته.

*هذا يعني أن رؤيتك لحل الأزمة اليمنية هو ذات رؤية مراقبين يؤكدون على عدم الحل دون تسوية سياسية، كل مايجري من معارك ليس سوى تحسين شروط كل طرف في هذه التسوية؟

-الحسم الضامن لاستقرار ما بعده، والضامن لوحدة اليمن، غير واقعي، ولعل نموذج العراق أصدق شاهد، فالسنوات التي تلت سقوط بغداد لم تكن على نحو ما كان يحسبه الكثير، داخل العراق وخارجه، بل كانت سنوات دماء وخراب وتمزق للأرض والإنسان، ثم آلت السلطة لغير من كان الخليجيون يؤملون مآلها إليهم.

إذا كان الحسم آخر الحلول، فليكن، ولكن، على الأقل، في ظل ضمان وحدة اليمن، التي يتربص به أطراف في الداخل، متى ما دخل الشمال في معركة الحسم التي قد تثمر حسما بل حسرة وندما.

*في حديثك عن الجدية في الحسم العسكري، أشرت إلى عوائق أخرى يعاني منها طرف الشرعية ذاته تحول دون قرب هذا الحسم، ما هي تلك العوائق؟

- من أقوى تلك العوائق، تعارض المصالح بين أطراف الشرعية. تحديدا بين ما يسمى قوى الإسلام السياسي والقوى اليسارية والقومية وذوي النزعات الجهوية المثقلة بعبء التاريخ الدامي.

كذلك هناك تعارض مصالح بين دول التحالف ذاتها، وبينها من جهة وبين القوى السياسية المشار إليها سلفا من جهة أخرى، مثل موقف الإمارات من حزب الإصلاح والقوى التقليدية التي تصطف معه.

إجمالا، وان سلمنا برغبة الرئيس هادي بالحسم، وقناعته بفاعليته وجدواه، يظل قراره مقيدا؛ بسبب ارتهانه لممول هذه الحرب وداعمها، وهي السعودية.

* لكن أستاذ علي الكثيرون ينظرون إلى أن الحسم قد تأخر كثيراً، موجهين انتقاداتهم إزاء هذا التأخر.. ما هي العوامل التي أدت إلى تأخر الحسم؟

- سأضرب لك مثالا قريبا، وهو حال المناطق الخاضعة للشرعية، كيف يبدو الوضع الأمني فيها، قياسا مع مناطق سيطرة الحوثيين وصالح؟.

أزعم أنه متى ما استطاعت الشرعية الوقوف على أرضية صلبة في مناطق وجودها، وأثبتت أنها أهل لمواجهة تداعيات ما سيخلفه الحسم؛ عندئذ ستخرج المناطق الواقعة خارج سلطة الشرعية مرحبة بالجيش الوطني بالورود.

قرار الحسم المثالي لم تكتمل شروطه، ومنها ما سبق، ومنها ما لا يسع ذكره هنا.

*بإيجاز، ما هي أبرز هذه الشروط، إن قلت لك أنه من الضرورة ذكرها؟

- أن يحظى قرار الحسم بالإجماع والتأييد الحقيقي من قبل كافة أطراف التحالف والقوى المهيمنة على هذا القرار.

وجود خطة واضحة المعالم لإدارة ما بعد الحسم، تكفل بموجبها الأمن والسلامة والحقوق والحريات لكل اليمنيين. والحفاظ على الوحدة اليمنية.

*كيف تقيم التقدم الذي حققه حتى الآن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في معركة صنعاء؟

- مازلت أنظر إليه بأنه تقدم محدود الفائدة؛ لأنه في جبهة واحدة، علاوة على أن الحرب أخذت إلى ميدان قتال يشي بنوايا لا تسعى لإنهاء الحرب في أقرب وقت، بل لإطالتها.

فاستعادة صنعاء لا تأتي من جبهة يتيمة، ولو استمرت الحرب لسنوات، بل يبدأ من جبهات أخرى رديفة، كتعز وعمران.

*وفي معركة تعز، ما تقييمك؟

- أنظر إليها بايجابية كبيرة، لكنها مشروطة وحذرة؛ لأن ردة فعل الحوثيين وصالح ستكون قوية، وهنا نسأل: هل استعدت الشرعية لذلك، أم ستترك تعز تلاقي مصيرا سيئا يقال عنه أنه بفعل خذلان هذه الشرعية.


*لو طُلب منك، كخبير عسكري، الرد على هذا التساؤل الذي طرحته.. بماذا ستجيب؟

- سبق أن أشرت إلى عوائق الحسم، وتعز لا تخرج عن ذلك الإطار، ولكن لو قدر لأحد أن يلخص ما تريده تعز للحفاظ على ما تحقق والاستمرار على نهجه، لقال: تعز غنية بالمقاتلين وفقيرة للسلاح.

*وماذا قدمت لها الحكومة الشرعية والتحالف العربي؟

- حد علمي، أن ألفي مقاتل جرى تدريبهم في معسكر بين لحج والضالع، قد يكون ذلك في قاعدة العند، وهذا ما تحدث عنه الرئيس هادي في لقاء صحافي مع صحيفة عكاظ السعودية قبل أشهر. كما لا ننسى دور الطيران الذي لعب دورا لا يجحد في المعارك الأخيرة ولما يزل.

ولست هنا بصدد الدفاع عن هادي والشرعية عموما، ولكن كمراقب أقول هناك دعم ولكن هل يكفي؟ بالتأكيد لا.

* في معركة صنعاء.. ماذا يعني تقدم الجيش الوطني من جبهة نهم قبل الوصول إلى منطقة حرف سفيان؟

-كما أشرنا سابقاً إلى معركة عمران وقلنا استعادة صنعاء لا تأتي من جبهة يتيمة، ولو استمرت الحرب لسنوات، بل يبدأ من جبهات أخرى رديفة، كتعز وعمران.

* وأيهما أقرب للحسم تعز أم صنعاء؟

- متخذ القرار هو من يحدد؛ لأنه سيكون المسئول عن دعم إنجاح قراره بعد دراسة الموقف العام لهذا الخيار.

عسكريا، لو أطلق لتعز عنان المواجهة، لقلبت معادلة الحرب، ولكان الأمر أسهل من صنعاء، وعندها ستكون معركة صنعاء معركة مصير..

لكن طرف الحوثيين وصالح سيكون أضعف عندما تحاصرهم البلاد كلها في حيز جغرافي يربض بين جبلين.

* هل تتوقع أن طول المعركة قد يسمح بتدخل عسكري دولي/ غربي، وتحديداً روسي، خصوصاً في ظل ما يدور من تصريحات تشيء بذلك؟

- اعتقد أن الحرب في اليمن لها خصوصيتها، واستبعد أن يكون هناك تدخل عسكري روسي؛ لأن في ذلك استفزاز للولايات المتحدة التي يعد مثل هذا الأمر مساس بمصالح حلفائها في الخليج.

كما أن روسيا لا تضع صنعاء ودمشق في كفة ميزان واحدة.

* هل تعتقد أن زيارة ولي ولي العهد السعودي للصين يأتي في إطار منع أي تدخل صيني في الأزمة اليمنية، خاصة في ظل الحديث عن طلب إيراني من الصين بالتدخل؟

- للصين مصالح كبيرة مع دول الخليج، وما يجري لا ينفصل عن إطار الحرب الدائرة في اليمن والتدخل الإيراني في المنطقة التي باتت الصين أحد الفاعلين الدوليين فيها، لاسيما مع توغلها عسكريا في غربي المحيط الهندي وصولا إلى جيبوتي مؤخرا.

* ينشر بالتزامن مع صحيفة أخبار اليوم اليمنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016