شدد
الأمين العام على أن حظر جميع التجارب النووية هو ما سيضع حدا لما أسماه "الموروث
السام" مشيرا إلى ضحايا موقع سيميبالاتينسك للتجارب في كازاخستان، نقطة الصفر
التي شهدت أكثر من 450 تجربة نووية، وضحايا آخرين مشتتين في جميع أرجاء آسيا الوسطى،
وشمال أفريقيا، وأمريكا الشمالية، وجنوب المحيط الهادئ.
وفي
رسالة بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية والذي يتم الاحتفال به في 29 آب/
أغسطس من كل عام، قال الأمين العام إنه بعد مرور 20 سنة على اعتماد معاهدة الحظر الشامل
للتجارب النووية من جانب الجمعية العامة، لم تدخل هذه المعاهدة حيز التنفيذ بعد.
وأضاف،
"وبالنظر إلى المخاطر الكارثية التي تشكلها الأسلحة النووية على أمننا البشري
والبيئي الجماعي - بل وعلى وجودنا في حد ذاته - يجب علينا أن نرفض هذا الجمود."
وكانت
الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في دورتها الرابعة والستين، من خلال قرار اتخذ
بالإجماع، يوم 29 من آب /أغسطس يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية.
ويدعو
القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف في "آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية
أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتبار ذلك من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف
إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية".
وقد
بدأ هذا القرار بمبادرة من جمهورية كازاخستان، إلى جانب عدد كبير من الراعين والمشاركين،
بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية في 29 من آب /أغسطس
1991. ومنذ تدشين اليوم الدولي، ساعدت تطورات كثيرة ثنائية ومتعددة الأطراف على مستوى
الحكومات، فضلا عن حركات موسعة في المجتمع المدني، والجهود التي يبذلها الأمين العام
للأمم المتحدة بنفسه، على تعزيز قضية حظر التجارب النووية.
وقال
الأمين العام، "شهدت، بصفتي أمينا عاما للأمم المتحدة لما يقرب من عقد الزمن،
العديد من أسوأ المشاكل التي يعرفها العالم، وشهدت كذلك قدرتنا الجماعية على الاستجابة
بطرق كانت تبدو مستحيلة في بعض الأحيان.
فقد
برهنت خطتنا الجديدة والطموحة للتنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس المتعلق بتغير
المناخ على قوة الإرادة السياسية لكسر حالات الجمود القائمة منذ أمد طويل."
وأضاف،
"أدعو العالم إلى التحلي بروح التضامن بما يتناسب مع الحاجة الملحة إلى إنهاء
المأزق الخطير الذي تمر به هذه المسألة." وأكد أن الزخم سيعزز اتخاذ تدابير أخرى
في مجال نزع السلاح من خلال إثبات أن التعاون متعدد الأطراف أمر ممكن، وسيبني الثقة
لاتخاذ تدابير أمنية إقليمية أخرى، بما في ذلك إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية
ومن جميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط. وحث الدول الأعضاء على العمل
الآن.
وقال
: على الدول التي يلزمُ تصديقها كي يبدأ نفاذ المعاهدة ألا تنتظر الآخرين، فمجرد تصديق
واحد يمكن أن يكون بمثابة حافز على كسر الجمود. وعلى جميع الدول التي لم توقّع المعاهدة
وتصدّق عليها، أن تفعل ذلك لأن كل تصديق يعزز القاعدة العالمية ويسلط أضواء كاشفة أقوى
على البلدان المتقاعسة عن العمل.
وأهاب
الأمين العام بجميع البلدان والشعوب بالعمل على بدء نفاذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب
النووية في أقرب وقت ممكن "حتى نتمكن من المضي قدما نحو عالم خال من الأسلحة النووية."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق