أبو
محمد العدناني- المتحدث باسم تنظيم داعش أبو محمد العدناني، والذي أٌعلن أنه تم استهدافه بغارة روسية أمس الثلاثاء في سوريا
محمد
أبو عرقوب/أحمد عباس
=================
ورد
اسمه في تحقيقات هجمات باريس وبروكسل الدامية، وأشارت معلومات التحقيق إلى ضلوعه في
التخطيط لتلك العمليات، والتخطيط لاستهداف مصالح أوروبية وأميركية حيوية.
أبو
محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وأحد أبرز قياداته لقي حتفه
الثلاثاء في حلب، وفق ما أفاد به التنظيم.
هو طه
صبحي فلاحه، من مواليد عام 1977، في بلدة بنش قرب مدينة سراقب في محافظة إدلب غرب سورية.
انتقل في 2003 للعيش في محافظة الأنبار غرب العراق.
ولم
يكن انتقال العدناني إلى العراق، للسياحة أو العمل، بل كان التحاقا بالجماعات المتشددة
التي كانت تقاتل القوات العراقية، والأميركية التي تمكنت من إلقاء القبض عليه في
31 أيار/ مايو 2005 في محافظة الأنبار حيث كان يحمل اسما مزورا: "ياسر خلف حسين
نزال الراوي".
لم يكن
العدناني حينها معروفا لدى أجهزة الأمن الأميركية والعراقية، ما سهل عملية الإفراج
عنه في العام 2010، وفقا لما افاد به الخبير في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي
لموقع "الحرة".
اللقاء
الأول
السجن
في العراق لم يكن محطة عابرة للعدناني، فبين قضبانه التقى لأول مرة مع سجناء أمسوا
في ما بعد أبرز قيادات التنظيم المتشدد، وبينهم إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي
الذي سيطلق على نفسه لقب "الخليفة أبو بكر البغدادي" في العام 2014.
وأصبح
العدناني ابتداء من ذلك التاريخ أقرب المقربين إلى البغدادي، وبات العدناني معروفا
كأبرز قيادات التنظيم ظهورا في مقاطع فيديو أطلق خلالها تهديدات للولايات المتحدة وأوروبا.
كان
العدناني، حسب حديث الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية لموقع "الحرة"،
يمثل صوت التنظيم الأكثر شهرة والأكثر تأثيرا على صعيد الاستقطاب والتجنيد.
ويرى
الهاشمي أن العدناني لعب دورا هاما في الدعاية للتنظيم، وكان سببا رئيسيا في انضمام
العديد من المقاتلين السوريين إلى صفوف التنظيم بسبب ميلهم الشخصي إليه.
لكن
دوره، يتابع أبو هنية، لم يقتصر على مجال الدعاية والإعلام، فبعد مقتل أبو علي الانباري
أصبح العدناني الرجل الأول المعين من البغدادي على جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم.
وصنفت
واشنطن العدناني بـ "الإرهابي العالمي" وقالت إنه أحد المقاتلين الأجانب
الأوائل، الذين عارضوا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق منذ عام
2003، قبل أن يصبح المتحدث باسم التنظيم المتشدد.
الانتقال
إلى سورية
وفي
عام 2011 أرسل البغدادي مجموعة من عناصره إلى سورية للمشاركة في القتال في سورية، وكان
من أبرزهم العدناني، إلى جانب أبو محمد الجولاني وحجي بكر، وأبو علي الأنباري، ونشطوا
تحت راية جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، من دون إعلان علاقتهم بداعش.
لكن
مصادر التنظيم أفادت بأن الخلافات التي وقعت بين العدناني والجولاني، سرعت في انفصالهما،
على اعتبار أن العدناني كان مواليا للبغدادي، في حين كان الجولاني على اتصال دائم بزعيم
تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي شجعه على مبايعته، والانفصال عن البغدادي.
واشتد
الخلاف بين العدناني والجولاني، وفي أحد تقارير العدناني التي رفعها للبغدادي ضد الجولاني
أكد أن تصرفات الجولاني تخالف الشريعة وأن الجولاني قرّب إليه من هم ليسوا على منهج
داعش.
وبعد
الانفصال بين الطرفين شنت قيادات في تنظيم القاعدة حملة ضد العدناني، ما دفع بتنظيم
داعش إلى نشر شريط فيديو يمتدح فيه العدناني ويؤكد أهميته بالنسبة للتنظيم.
ويوضح
أبو هنية أن العدناني يمثل الجهاد الأيديولوجي الراديكالي، وكان مرافقا في السابق لأبي
مصعب الزرقاوي، وأضحى أكثر الأطراف تشددا حينما انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم داعش،
وكان أحد الأشخاص الذين يعتمد عليهم البغدادي.
وتطرق
أبو هنية إلى أن داعش كان يعتمد على العدناني في التصدي للخصوم الإيديولوجيين، فكان
يواجه أيمن الظواهري والجولاني، إلى جانب قدراته الأمنية والإعلامية التي كان يقدمها
للتنظيم.
وكان
العدناني قياديا إعلاميا في بداية الأمر، فالبغدادي كان يعتقد أن العدناني لم يكن معروفا
لدى الأجهزة الأمنية السورية أو العالمية، وأن أمه شامية ما يعزز من فرص قبوله لدى
السوريين.
وحسب
الهاشمي، نجح العدناني في التقرب من أبي بكر البغدادي وأصبح عضو الهيئة الشرعية ثم
عين ناطقا رسميا باسم التنظيم.
صاحب
التهديد والوعيد
اشتهر
العدناني بمقطع فيديو قرب الحدود السورية العراقية عام 2014، قال فيه إن داعش
"سيكسر صنم سايكس بيكو"، وسيلغي الحدود ويوحد المسلمين.
وهدد
في تسجيلات أخرى بما أسماه غزو أوروبا وأميركا، معتبرا أن التحالف يريد استعادة الأراضي
التي يسيطر عليها التنظيم.
وتنقل
رويترز عن مسؤول أميركي متخصص في مجال مكافحة الإرهاب إن مقتل العدناني سيؤذي التنظيم
في ظل الخسائر المتلاحقة التي مني بها في العراق وسورية، وتركيزه على التحريض لتنفيذ
هجمات في أوربا ومناطق أخر من العالم.
"رئيس
الدولة الإسلامية"
لم تخف
معلومات التحقيق لأجهزة الاستخبارات العالمية أهمية العدناني بالنسبة لتنظيم داعش.
ويقول الخبير أبو هنية إن التنظيم فقد معظم مساعدي البغدادي، وأن العدناني هو سابع
قيادي كبير يخسره التنظيم، وقبل مقتله كان الرجل الثاني في التنظيم، ومؤهلا لخلافة
البغدادي.
وجمعت
أجهزة الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية معلومات عن العدناني من خلال مواطنين اعتقلتهم
أجهزة الامن بعد أن عادوا من القتال في سورية، والتقوا بالعدناني.
وأكدت
معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية أن العدناني لعب دورا رئيسيا
في الهجمات التي ضربت أوروبا من خلال تجنيد جهاديين. وأفادت اعترافات معتقلين بأن عبد
الحميد أباعود العقل المدبر والمنفذ لهجمات باريس، كان يتلقى الأوامر فيما يخص تنفيد
الهجمات في فرنسا وبلجيكا من العدناني مباشرة.
وقبل
اعتقالهما، كان اثنان آخران من أقارب أباعود في الطريق لتنفيذ هجمات في بلجيكا وفرنسا،
بناء على تعليمات مباشرة من العدناني.
وتوصلت
أجهزة الأمن الفرنسية من خلال تحليل معلومات على جهاز حاسوب لأحمدي كوليبالي الذي نفذ
هجوما على متجر يهودي بفرنسا، أنه كان على علاقة قوية بالعدناني.
وأظهر
تقرير خبراء، أرسل إلى قضاة التحقيق الفرنسيين، وجود سبعة خطابات صوتية للعدناني في
أجهزة كمبيوتر كانت تعود لكوليبالي، وقد لقب العدناني عن طريق الخطأ بـ"رئيس الدولة
الإسلامية"، لكن هذا الخطأ قد يظهر أن العدناني كان ذا أهمية استثنائية في التنظيم.
ويقول
الهاشمي لموقع "الحرة" إن العدناني أصبح في عام 2013 أحد القادة المؤسسين
للتنظيم أثناء تطويره، وبعد مقتل الشيشاني أصبح رئيس اللجنة المفوضة، وهو المخول له
متابعة الولايات والدواوين الخاصة وبالتالي اعتبر الرجل الثاني في التنظيم بعد المؤسس
أبي بكر البغدادي.
لكن
العدناني لم يكن يصلح، حسب ما يرى الهاشمي، لأن يكون خليفة لأنه لا يمتلك النسب القرشي
الذي يعتبر أمرا أساسيا لاختيار الخليفة داخل التنظيم.
غارة
أميركية
لم تدل
"وكالة أعماق" التابعة لداعش بأي تفاصيل عن مقتله، سوى أنه كان يتفقد العمليات
في حلب أثناء حملة الجيش السوري على المدنية. بين أن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية
أكد أن غارة أميركية استهدفت الثلاثاء أحد أقدم قادة التنظيم في مدينة الباب التي يسيطر
عليها داعش في حلب.
وبعد
إعلان داعش مقتل العدناني، أفاد مسؤول دفاعي أميركي بإن الولايات المتحدة نفذت ضربة
جوية الثلاثاء استهدفت أبو محمد العدناني القيادي بتنظيم داعش.
وقال
المسؤول الأميركي إن الضربة الجوية استهدفت مركبة في بلدة الباب السورية لكنه امتنع
عن قول ما إذا كان العدناني قد قتل.
المصدر:
موقع الحرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق