اخر الاخبار

الجنوب: حالة الشتات بين الهوية الجنوبية المفقودة والهوية اليمنية المسلوبة






عيسى عبده عبدالله قاسم‏
__________________&


يعيش الجنوب اليوم تلك الحالة بما هي نتاج لاحداث تاريخية عاشها كمجتمع شكلت محطاتها جزءً كبيراً من وعيه السياسي والاجتماعي والثقافي والديني الحالي، ساهم ذلك الوعي إلى حد كبير في رسم مساراته ومواقفه التي يتخطفها شتات القوى المؤثرة والفاعلة فيه والتي لم تُجمع معظم قياداتها على هدف واحد مثل (الإنفصال) بإعتباره الحل الوحيد للجنوب وقضاياه، هروباً منها من تحمل مسؤوليتها التاريخية في الوضع الراهن الذي وصل إليه الجنوب فقد كانت جزءً اساسياً من قواه المؤثرة والفاعلة، لتُعلق أخطائها على شماعة الوحدة، ولأن الوحدة لم تنزع الألغام من طريقها، وقفزت على كل تلك الألغام التي لم تلبث طويلاً حتى إنفجرت بالجميع وبالوحدة، التي صارت عبئاً على الشعب وعلى القافزين إليها هروباً لا إيماناً بها، وكما قفزوا إلى الوحدة بالأمس دفعة واحدة، هاهم اليوم يريدون أن يقفزوا إلى الإنفصال دفعة واحدة بإزالة البراميل فقط مع الإبقاء على الألغام، وكأن المشكلة تكمن في بقاء البراميل لا الألغام، ولذلك تباينت وإختلفت الوسائل فيما بينهم للوصول لهدفهم الواحد والوحيد، ليُشكل تباينهم وإختلافهم حول الوسائل بعد ذلك مدخلاً لقوى آخرى، تحمل أهدافاً خاصة إستطاعت أن تبني لها موطىء قدم في الفراغ الذي أوجدوه هم وكان نتيجة لصراع حب الإستحواذ بين القيادات التي فرقتها السبل لا الهدف، كونها ترى فيه طريقها الإسهل للإستحواذ، وبذلك ساهمت من جديد في تلغيم الجنوب بقوى اخرى تنتظر الفرصة للإنقضاض على الجنوب، لتركلهم بعد ذلك بعيداً كما ركلتهم الوحدة حين قبلوا بذلك التأسيس الهش لها والذي يلتهم القوي فيه الضعيف.

في الجانب الآخر
تقف الشرعية دون إستقراء دقيق لمعطيات واقع الجنوب الحالي، وبأنه بات مفتوحاً على مشاريع عديدة تتخطفه فيما هي غائبة ومغيبة عنه، الإنفصال ليس سوى عنواناً فقط تتخفى خلفه تلك المشاريع، التي تنتظر الفرصة المناسبة لتميط اللثام على حقيقتها، ليكتشف الجميع بأن الإنفصال كان مجرد ستار كما كانت الوحدة.

وعليه

وما لم تُجيد الشرعية تفهم وحساسية الوضع في الجنوب لتُجيد التعامل والتعاطي معه، لن تسقط شرعيتها فيه فقط بل وسيسقط الجنوب ارضا وإنسان، ولا إسهل من إسقاط بلد يعيش شعبه الشتات بين هوية مفقودة وآخرى مسلوبه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016