اخر الاخبار

اليمن على صفيح ساخن...!




وكالة أرصفة للأنباء_ نبيل الشرعبي
____________________________&

تعيش اليمن منذ ما يربو على عامين على صفيح ساخن، تغتلي فيها الأرض والإنسان، ويرافق ذلك الغليان صراعا مستميتا على تقاسم البلد.

اليونيسف تقول إن كل عشر دقائق يموت طفل يمني بسبب سوء التغذية، والمجلس النرويجي يؤكد أن موجات النزوح القسري في اليمن من تعد من أعلى موجات النزوح البشري القسري على مدى قرون.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن المنظمة تمكنت من دخول مدينة تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، والمحاصرة جزئيا منذ نحو عامين، حيث قامت بتوزيع نحو ثمانية أطنان من المساعدات الطبية على مستشفيات المدينة.


وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت السبت من توزيع ثمانية أطنان من المساعدات الطبية على مستشفيات تعز، ثالث كبرى مدن اليمن والتي يحاصرها الحوثيون جزئيا منذ نحو عامين.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان "إنها المرة الأولى منذ بدء النزاع" التي تتمكن فيها من "توزيع مسلتزمات طبية حيوية عبر خط الجبهة".

وصرح المتحدث باسم منظمة الصحة طارق يساريفيتش لوكالة فرانس برس "وصلت الشاحنة إلى تعز بالأمس. وتم اليوم توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية على المستشفيات".

وتابع "هذه المرة الأولى التي تفاوض فيها منظمة الصحة ومركز تنسيق الأنشطة الإنسانية للأمم المتحدة لإتاحة دخول تعز من الطريق المباشرة إليها" حيث يحتاج أكثر من 350 ألف شخص إلى مساعدات طبية عاجلة.

كما أوضح "نجحنا في الحصول على جميع التصاريح وعبور الحواجز الأمنية"، مضيفا أن منظمة الصحة عجزت من قبل عن نقل مساعدات إلى المدينة إلا عبر "طرقات فرعية".

والثلاثاء الماضي أجبر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين على إلغاء زيارة كانت مقررة لتعز بسبب القصف ومنع موكبه من عبور الحاجز الأخير قبل خط الجبهة.

وتدور الحرب في اليمن بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة والحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح من جهة ثانية. وأوقع النزاع في عامين أكثر من 7500 قتيل و40 ألف جريح، بحسب أوبريان.

وتفاقم النزاع مع بدء تحالف تقوده السعودية في آذار/مارس 2015 حملة عسكرية لطرد الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على صنعاء ومناطق أخرى من البلاد مع نهاية 2014 وبداية 2015.

وأوضح يساريفيتش بعد عودته إلى اليمن أن الوضع الإنساني في هذا البلد "أسوأ" من الوضع في سوريا. وقال "الناس جائعون، هناك سوء تغذية، المستشفيات محرومة من الكهرباء والوقود، الموظفون لا يتقاضون الرواتب".


وفي وقت سابق من الشهر الماضي قالت الأمم المتحدة بات خطر المجاعة يهدد اليمن هذا العام، وهو ما دفع الأمم المتحدة، لإطلاق نداء لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير مساعدات واحتياجات ضرورية لنحو 12 مليون شخص في هذا البلد الذي يعيش حربا منذ عامين.

وقال حينها ستيفن أوبريان منسق الإغاثة في الحالات الطارئة بالأمم المتحدة في تصريحات صحفية "إذا لم يتخذ إجراء فوري، وعلى الرغم من الجهود الإنسانية المستمرة فإن المجاعة باتت الآن احتمالا حقيقيا في عام 2017، موضحا أن سوء التغذية منتشر ويتزايد بمعدل مثير للقلق."

وتابع "هناك 7.3 مليون شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية."

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 3.3 مليون شخص بينهم 2.1مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

ويشمل ذلك 460 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من أسوأ درجات سوء التغذية ويواجهون خطر الوفاة بالالتهاب الرئوي أو الإسهال.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن ما يقدر بنحو 63 ألف طفل يمني لقوا حتفهم العام الماضي لأسباب كان من الممكن منعها وتتعلق في كثير من الأحيان بسوء التغذية.

وقال يان إيغلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين في بيان منفصل مع دعوة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات "لو لم تقتلك القنابل في اليمن فإن الموت جوعا ببطء يمثل خطرا متزايدا الآن."




مزيد من الخطر
وفي ال2017/2/21 — حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون للاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، من أن الصراع المستمر بلا هوادة وسرعة تدهور الأوضاع المعيشية في جميع أنحاء اليمن يدفعان ملايين اليمنيين النازحين إلى مزيد من الخطر ومواجهة المحن.

وفي بيان مشترك عقب صدور أحدث بيانات عن أزمة النزوح في البلاد، قالت المنظمتان إن ما يقرب من ثلاثة ملايين يمني اضطروا إلى الفرار من منازلهم طلبا للأمن منذ بداية الصراع في آذار مارس 2015.

وبعد ما يقرب من عامين، أجبر القتال وتدهور الأوضاع مليونا منهم إلى العودة إلى ديارهم، على الرغم من الخطر وانعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد.

ويبين تقريران صادران عن فرقة العمل المعنية بحركة السكان، والفريق العامل التقني بقيادة مشتركة من قبل المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة، أن مسألة انعدام الدخل والخدمات والأساسية في مناطق النزوح من الأسباب الرئيسية التي تدفع النازحين إلى العودة إلى مناطقهم الأصلية، مع الإشارة إلى أن 40 في المائة من المصادر الرئيسية للمعلومات تفيد باعتزام النازحين العودة إلى ديارهم في غضون الشهور الثلاثة المقبلة.

وقال يومها الممثل القطري للمفوضية لليمن، أيمن غرايبة "هذا دليل على مدى تدهور الوضع الكارثي في اليمن. الذين شردوا بسبب الصراع يعودون الآن إلى ديارهم لأن الحياة في المناطق التي فروا إليها بحثا عن الأمن سيئة حالها حال المناطق التي فروا منها،" مضيفا أنه بالنسبة للعائدين المساعدات الغذائية والمالية والدعم النفسي والاجتماعي تبقى الاحتياجات ذات الأولوية.

من جانبه أكد جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن على أن إسكات الأسلحة والعودة للمفاوضات هما أفضل طرق تجنب المجاعة باليمن.

وأعرب عن القلق البالغ إزاء تصعيد الصراع والنشاط العسكري في الساحل الغربي لليمن، وآثار ذلك على المدنيين.

وقال إن زيادة حدة القتال على طول الساحل الغربي والقيود المتزايدة المفروضة على دخول السلع المنقذة للحياة عبر ميناء الحديدة يفاقم الوضع الإنساني المروع في اليمن.

وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 17 مليون شخص لا يستطيعون توفير ما يكفيهم من الطعام. وقال ماكغولدريك إن النساء والفتيات عادة ما يكن أقل وآخر من يأكل.

وذكر منسق الشؤون الإنسانية في اليمن إن انعدام الإنسانية المتمثل في استخدام الاقتصاد أو الغذاء كوسيلة لشن الحرب، أمر غير مقبول ويتناقض مع القانون الإنساني الدولي.

وحث ماكغولدريك جميع أطراف الصراع، ومن يتمتعون بنفوذ لديها، على تيسير الدخول العاجل للسلع المنقذة للحياة عبر جميع الموانئ اليمنية، والامتناع عن تدمير وإلحاق الضرر بالبنية الأساسية الحيوية أو المساهمة في ذلك.

ووفقا للمتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير بدأت السلطات الصحية اليمنية حملة تطعيم وطنية ضد شلل الأطفال في البلاد، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بهدف تحصين أكثر من خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة.

ويشارك في الحملة التي ستستمر على مدى ثلاثة أيام أكثر من 40 ألف عامل في مجال الصحة، فضلا عن المسؤولين الدينيين والمحليين، الذين يعملون على دعم الحملة من خلال حشد الجماهير.

وقال إن الحملة ستصل أيضا إلى الفئات المعرضة للخطر، مثل المشردين داخليا واللاجئين.



نزوح جماعي
وشهدت تعز اشتباكات برية مكثفة ومواجهات عسكرية وغارات جوية بين الجماعات المتحاربة في اليمن لما يقرب من 20 شهرا.

وقد أدت الاشتباكات إلى نزوح مئات الآلاف من الناس داخل وخارج المحافظة على حد سواء.

وفي أعقاب نزوح جماعي من مدينة المخا، وهي ميناء رئيسي في تعز، في شباط فبراير الماضي، بدأت المنظمة تتتبع مصفوفة النزوح لمراقبة تحركات النازحين وتحديد الاحتياجات الإنسانية.

وحتى الآن، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 34,920 شخص في مخيمات النازحين من مدينة المخا.

وقال لوران دو بويك، رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، "استخدام آلية التتبع لجمع البيانات حول نقاط ضعف السكان النازحين والمجتمعات المضيفة لهم أمر ضروري لعملنا، إذا كنا نريد التخطيط لاستجابة إنسانية فعالة وذات كفاءة ومؤثرة".

"وقد مكنت هذه البيانات الهامة المجتمع الإنساني بأسره في اليمن من زيادة كمية ودقة الدعم الحيوي والحماية التي توفرها للسكان المتضررين.

وأضاف آمل أن نتمكن من الاستمرار في بذل المزيد من الجهد – وبشكل أسرع - لضمان وصول استجاباتنا لمن هم في أشد الحاجة فعلا".

انهيار النظام الصحي
وفي ال2017/2/23 — حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور النظام الصحي في اليمن وانهياره، بسبب الصراع الذي اندلع في مارس 2015 وحصد حياة أكثر من 7600 شخص في جميع أنحاء البلاد، وجرح 42 ألفا آخرين.

وذكرت المنظمة، أن الميزانية المخصصة للسلطات الصحية قد انخفضت بشكل كبير، تاركة المرافق الصحية دون أموال لتغطية التكاليف التشغيلية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية دون رواتب منتظمة منذ سبتمبر 2016.

وفي هذا الصدد قال نيفيو زاغاريا ممثل المنظمة في اليمن، إنه "مع افتقار حوالي 15 مليون شخص إلى الرعاية الصحية الأساسية والنقص الحالي في الأموال، سيزداد الوضع تدهورا".

وبحسب الدكتور خالد سهيل، مدير مستشفى الثورة في الحديدة، فإن موظفي المستشفى لم يتلقوا رواتبهم على مدار الأشهر الخمسة الماضية، كما أن هناك نقصا حادا في بعض الأدوية، والمستشفى بحاجة إلى مزيد من الوقود لضمان توفر الكهرباء.

ويعد مستشفى الثورة المرفق الصحي الرئيسي في الحديدة والمحافظات المجاورة، حيث يقصده يوميا حوالي 1500 شخص لالتماس الرعاية الصحية، بزيادة قدرها خمسة أضعاف منذ عام 2012، بسبب تدفق النازحين من الصراع المستمر وإغلاق المرافق الصحية الأخرى في المنطقة.

ويضيف البيان أن 45٪ فقط من المرافق الصحية في اليمن تعمل بشكل كامل ويمكن الوصول إليها، فيما تعمل 38٪ منها بشكل جزئي و17٪ لا تعمل.

وعلاوة على ذلك، تضرر أو دمر 274 مرفقا صحيا على الأقل خلال النزاع الحالي، كما أن الأطباء المتخصصين، مثل أطباء وحدة العناية المركزة والأطباء النفسيين والممرضين الأجانب قد غادروا البلاد.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى حاجة ما يقرب من 4.5 مليون شخص في اليمن، من بينهم مليونا طفل، إلى خدمات العلاج أو الوقاية من سوء التغذية، ومعاناة 462 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.

وقد أطلقت وكالات الأمم المتحدة نداء إنسانيا هذا العام بمقدار 322 مليون دولار لدعم الرعاية الصحية في اليمن. 126 مليون دولار منها طلبتها منظمة الصحة العالمية لسد الثغرات الناشئة عن انهيار المؤسسات الصحية، ولكنها لم تتلق سوى أقل من نصف هذا المبلغ خلال العام الماضي، كما قال الدكتور زاغاريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016