اخر الاخبار

يا لِلهول: ماذا قالَ اليدومي يا قَوم..؟!



محمد المياحي
____________&

قرأتُ منشور اليدومي سبعَ مراتٍ إحداهُن بالمجهر، قرأته في المساءِ وأعدتُ قِرأته في منتصفِ الليل، وعاودتُ القراءةَ قبل المنام وحين صحوت فعلتُ ذلك، فحصته كلمةً كلمةً من الأعلى إلى الأسفل والعكس أيضاً حصل، ومن الشمالِ إلى الجنوبِ ومررت معه يساراًً ويمين، أنهكت النص وأنهكني ولم أجدُ مزلقاً حقيقياً واحداً يمكنني التقاطه على الرجل، ولا حتى حفرةً لغويةً تُتيحُ لي تصيده والتسلل منها إليه، وكلّ ما قاله لايعدو كونه توصيفات ذات جُذور تأريخية وعملية واضحة، من قبيل علاقتهم المشبوهةِ بأحفادِ المَجوس وعبدالله بن سبأ اليهودي.

شككتُ بما توصلت إليه، قُلتُ ربما إنتمائي للتوجه ذاته أعماني عن رؤية ثقوب ما كتب ..!

شطبتُ اسم اليدومي وتصورت أن إبليس كتبَ النص وحاولتُ التنقيب مرةًً أخرى وجدته يتنقلُ بين الكلمات بحذر وقهر ويقول كلاماً مُشابهاً حدّ التطابق مع ما أقرأه كلّ يومٍ هُنا في مواقع التواصل الاجتماعي لألاف اليمنين المغبونين من هذه العصابات القادمة من معاطفِ وحوش البراري والتي أحالت حياتهم إلى حجيم..!

يا إلهي ماذا يوجدُ في كلامٍ عابرٍ كهذا..؟

قال اليدومي : إن لجماعة الحوثي علاقةٍ مشبوهة بمنافقي فارس، ولعمري لستُ أدري منذا يستطيعُ نكران كلاماً كهذا..؟ 

ولا حتى الحوثي ذاته بمستطاعه أن ينفي ارتباطاته على كلّ المستوياتِ بدولةِ فارس التي أشعلت الحرائق في كلّ مكان إيران ذاتها تتباهى ليلَ نهار بما تصنع، ومُثقفي الزمن الرخو يسعون لمهاجمة رفيقهم في النضالِ بدعوى عدم دقته في توصيف الخصم..؟؟!!

هذا التعاملُ الطوباوي/ المثالي من قبل "الانتلجنسيا اليمنية" مع منشورِ اليدومي يكشفُ عن حالة من الميوعة تعاني منه هذه الطبقةُ التي تسعى للتعاملِ بنزاهة قذرة مع جماعةٍ غارقة في سرداب من الضلالات، كيفَ تُبالغ في تأنيق توصيفك لجماعةٍ حوت كلّ بشاعات القرون ..؟

من أين يمكننا استقدام لغوي أتيكيت للتعاملِ اللطيف مع الوحوشِ..؟

يا للهول ما هذا التحاملُ المخيفُ تجاه الرجُل، وهل عليه أن يستأذن أحدكم قبل أن يكتب قناعته..؟

لا تتعرض خِطابات عبدُالملك المليئة بالجنون والمُجون لعُشر ما تتعرض له منشورات اليدومي الذي يتحدث من مُنطلقِ مظلومٍ تعرضَ للتشردِ من بلده قبلَ أن يكون زعيماً لحزب، وهو في هذا يتشارك مع ملايين من اليمنيين ذوي المآل ذاته، إلا أن ذو الريبة لا يكُفون عن لعصِ المنشور كما يشاؤون، بدعوى المهنية في توصيف الخصم..!

أتذكرُ مقولة لعالم السيميائيات وأستاذُ النقدَ والروائي الشهير "إمبرتو ايكو" قال فيها: إحدى مساوئ التعامل مع النصوص هو "التأويل المُفرط لها" وتحميلها ما لا تَحتَمل، باعتقادي هذه هي السقطةُ التي يقعُ فيها عشرات المثقفين في تعاملهم مع ما يكتُبه اليدومي ًوهذا يفضح ُمهنيتهم ويكشف ارتيابهم الدائم تجاه الشخص ذاته، ولو جاء لهم بِمقاطع من هيجل أو أنجلر لقالوا أيضاً هذا إفكُ مبين..!

أخيراً رُبما لفظ منافِق ثقيل ولا يَجوز اطلاقه على إيران، ومراعاة للدقة المهنية يُستحسن القول عليها : الدولةُ الرفيقة او الدولة الرقيقة، هاي هاي إيران..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016