بشارة الخوري~ الأخطل الصغير
أتت هند تشكو إلى أمها
فسبحان من جمع النيرين?
فقالت: إن هذا الضحى
أتاني وقبلني قبلتين
وفر فلما رأني الدجى
حباني من شعره خصلتين
وما خاف يا أم بل ضمني
وألقى على مبسمي نجمتين
وذوب من لونه سائلا
وكحلني منه في المقلتين
وجئت إلى الروض يا روضتي
وهم ليفعل كالأولين
فخبأت وجهي ولكنه
إلى الصدر يا أم مد اليدين
ويا دهشتي حين فتحت عيني
وشاهدت في الصدر رمانتين
وما زال بي الغصن حتى أنحنى
على قدمي ساجدا سجدتين
وكان على رأسه وردتان
فقدم لي تينك الوردتين?
وخفت من الغصن إذ تمتمت
بأذني أوراقه كلمتين
فرحت إلى البحر للابتراد
فحملني ويحه موجتين
فما سرت إلا وقد ثارتا
برد في كالبحر رجراجتين
هو البحر يا أم كم من فتى
غريق وكم من فتى بين بين
فها أنا أشكو إليك الجميع
فبالله يا أم ماذا ترين?
فقالت- وقد ضحكت - أمها
وماست من العجب في بردتين
عرفتهموا واحدا واحدا
وذقت الذي ذقتيه مرتين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق